كشفت دراسة أمريكية حديثة أن النظرة الإيجابية في الحياة لها تأثير مفيد على الصحة وتعزز نظام المناعة في الجسم، في كشف قد يكون له تأثير كبير على أساليب العلاج.
وكشف البحث المشترك بين جامعتي "كنتاكي" و"لويزفيل" أن الشعور المتفائل بخصوص المستقبل قد يؤدي لشعور أفضل في الواقع، وأن التفاؤل مفيد للصحة إذ من شأنه تعزيز قدرة الجسم على محاربة العدوى.
واختار العلماء 124 طالباً جامعياً، 90 % منهم من البيض ويمثل الرجال 45 % بينهم، واخضعوا لاستجواب بشأن مواضيع تتصل بمدى إيجابيتهم وتفاؤلهم إزاء فرص نجاحهم في الدراسة الجامعية.
ومن ثم حقنوا بـ"مولد مضاد" (antigen)، الذي يستجيب له جهاز المناعة في الجسم بتكوين ما يشبه النتوء البارز في الجسم، كلما كبر حجمها دل على قوة نظام المناعة بالجسم.
وخلصت نتائج البحث الذي نشر في دورية "علم النفس" إلى أن قوة الاستجابة المناعية للجسم ترتفع أكثر بين المتفائلين، وتباطأت الاستجابة بين الفئة الأقل تفاؤلاً.
وقال جيمس مادوكس، بروفيسور علم النفس بجامعة "جورج ماسون" عن النتائج "مثال آخر على مدى قوة التفاؤل، أو ما كان يسمى بالنظر الإيجابية في فترة الخمسينيات والستينيات".
وقد خلصت الدراسة إلى أن التفاؤل مفيد للصحة وقد يمنع، إلى حد كبير، فرص الإصابة بالسكتات القلبية أو حتى الموت، ووجدت الدراسة أن المتفائلين، ممن لهم نظرة إيجابية تجاه الحياة، يتمتعون بصحة أفضل من أقرانهم المتشائمين، وتقل فرص إصابتهم بأمراض القلب بواقع 9 في المائة، كما تقل فرص وفاتهم لأي أسباب، بمعدل 14%.
الروح الغائبة:
يعيش بعض الشباب في هذه الشباب حالة من الإحباط وعدم التفاؤل، فالمراهق بصفة عامة سريع الاستجابة لروح التفاؤل أو الإحباط والتشاؤم، فمع بداية مرحلة المراهقة، يمر الشاب المسلم بعدة مواقف في حياته تؤثر عليه سلبًا أو إيجابًا، فمنها دخوله الكلية التي يطمح بها، الحصول على وظيفة جيدة ومريحة، أن يكون مقبولًا اجتماعيًا من الذين يحيطون به.
والمراهق يتأثر سلبًا أو إيجابًا بهذه التحديات التي تقابله، فإما أن يُصاب بالتفاؤل والأمل، أو يكون ممن أصابهم الإحباط والتشاؤم والنظرة السلبية للحياة، وبين هذا وذاك، يجب أن نطرح عدة أسئلة:
هل الإنسان المتفائل هو الذي ينجح في جميع التحديات التي تقابله؟
هل هناك ما يُسمى "بالحظ السيء" الذي يتداوله الشباب على ألسنتهم في هذه الأيام؟
قد يتعرض الشاب لبعض الفشل في حياته، فهل يستسلم للإحباط وهذا الفشل الذي يمكن أن يصيبه؟
إن التفاؤل أيها الشباب والأمل في الحياة هو الروح التي يجب أن يتحلى بها كل شاب يؤمن بالله تبارك وتعالى، فالشباب هم عَصب أمة الإسلام، فمثلهم كمثل محرك السيارة، الذي بدونه لا تستطيع أي سيارة أن تمشي في الطريق، أو حتى يتم تشغيلها، فلابد لك أيها الشاب الهُمام التحلي بخلق التفاؤل والأمل في الحياة.
الإسلام يدعو إلى التفاؤل:
إن القرآن الكريم مليء بالقصص والآيات التي تتحدث عن التفاؤل والأمل في الحياة، فها هو الله تعالى يقول:
{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].
وهذه الآية كثيرة ما نتداولها على ألسنتنا، فالإنسان قد يصيبه مكروه فيظن أن ذلك شرًا له ولا يعلم أن الله عز وجل يدَّخر له الخير كله.
وها هو الله تعالى، يؤكد على ضرورة التحلي بالأمل والتفاؤل إذا أصاب الإنسان مكروه فيقول عز من قائل: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 5-6].
بل انظر أيها الشاب، حتى الكافرين يتحلون بروح الأمل والتفاؤل، فعندما يركبون السفينة وتعصف بهم الأمواج، فيتمسكوا بالتفاؤل ويلجأوا إلى الله عز وجل فيدعونه بكل تضرع أن ينجيهم من ذلك الموقف الصعب، وسبحان الله انظر إلى استجابة الله تبارك وتعالى لدعوتهم، يقول تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [يونس: 22-23].
ولقد النبي صلى الله عليه وسلم، على ضرورة التحلي بروح الأمل والتفاؤل فقال: (لا عدوى ولا طِيَرة، ويُعجبني الفأل: الكلمة الحسنة، والكلمة الطيبة) [رواه مسلم].
والطيَرة هنا تعني التشاؤم.
وكان صلى الله عليه وسلم يحب التفاؤل ويكره التشاؤم، فعن أبي هريرة رضي الله عنها قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة) [صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، (3526)].
وأقوال السلف الصالح والتابعين في التفاؤل كثيرة، فمنها قول ابن عباس رضي الله عنه والذي يُبين لك الفرق بين التفاؤل والطيرة (التشاؤم): (الفرق بين الفأل والطِّيَرة أن الفأل من طريق حُسن الظن بالله، والطِّيَرة لا تكون إلا في السوء فلذلك كُرِهت) [فتح الباري، (10/225)].
كيف تكون متفائلًا؟
إن هناك عدة خطوات تُساعدك أيها الشاب لتتحلى بخلق التفاؤل وروح الأمل في الحياة:
1. كن مؤمنًا بقضاء الله تعالى:
يجب أن تكون على يقين دائمًا أيها الشاب، أن الله عز وجل يُخبئ لك الخير دائمًا، فلا تعترض على قضاء مولاك، وتحلَّ بحسن الظن به سبحانه وتعالى.
فأنت لا تدري أين الخير.
وربك تعالى كريم وغني، يرزق عبده بغير حساب.
لا تستعجل الخير، وربِّ نفسك على حسن الظن بالله تعالى، فهو لن يضيعك أبدًا.
2. الثقة في تحقيق الطموحات:
إن الناجحين يثقون في قدراتهم، فهم مهما تعرضوا لتجارب فشل في حياتهم فلا يفقدون الثقة في أنفسهم، فمن الطبيعي أن يفشل المرء مرات عديدة، وانظر إلى توماس أديسون وهو يقرر لنا قاعدة عظيمة، فيقول: (إنك لن تصل إلى النجاح الذي تريده إلا بعد أن تكون أخطأت وأخطأت وأخطأت، ولذا لا تخف من الفشل وكرر المحاولة، فكل خطوة فاشلة هي خطوة للنجاح) [كيف أصبحوا عظماء، د.سعد سعود الكريباني، (115)].
إن الشاب الواثق من نفسه، الطامح في الوصول إلى أهدافه، لا يستطيع أحد إيقافه، (فالواثق من نفسه لا يستطيع مخلوق إيقافه أو تحويله عن قبلة النجاح الذي ييمم شطرها بوصلة طموحه، إنه قوي في إيقاف من يحاول هدمه وعرقلة مسيره) [سيطر على حياتك، إبراهيم الفقي، (26)].
ولذلك، إن من المهم جدًا حتى تكون واثقًا في تحقيق طموحاتك، أن تبدأ من تغيير نفسك، فهذه سنة الله تعالى في الكون أن التغيير يبدأ من خلال النفس أولًا، فالله عز وجل يقول: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]، (وهذا التغيير لا يأتي إلا بالعمل والممارسة والإستفادة من أخطاء الماضي) [الثقة بالنفس طريقك لكسب ذاتك والآخرين، عاطف أبو العيد، ص(81)].
3. لا تخف من الفشل:
كثير من الشباب يخافوف أن يقعون في الفشل، ولا يعلمون أن الفشل هو أول طريق النجاح، فليس العبرة أن بكثرة وقوعكِ، إنما العبرة بوقوفك بعد أن تقع، وهناك حكمة صينية تقول (القرار السليم يأتي بعد الخبرة التي تأتي من القرار السيء)، ولتتأمل أيها الشاب في قوة تفاؤل توماس أديسون الذي ظل يحاول ويحاول ويتحلى بروح التفاؤل، حتى استطاع اختراع المصباح الكهربي، فلقد أجرى 99 تجربة فاشلة قبل الحصول على مصباح حقيقي، وفي المحاولة رقم 100 لما سئل: ألا يكفي هذا العدد من تجارب الفشل؟ فقال لهم: "لقد تعلمت من هذه التجارب أن هناك 99 طريقة لا يمكن لأي منها أن يصنع المصباح الكهربائي"، وبالفعل كانت المحاولة رقم 100 هي الناجحة.
وهذا هو السر في أن ذلك الفتى الفقير الأصم قد أصبح أديسون، صاحب الـ(1093) اختراعًا المنفذة، وآلاف أخرى احتوت عليها مفكرته لم يمهله العمر لتنفيذها.
إن الشب الذي تُسيطر عليها الخوف من الإخفاق ويتوقعه دائمًا، غالبًا يخفق بالفعل، كما أنه يفتقد الطموحات الكبيرة التي كانت ولازالت تمثل التحدي الأكبر للأشخاص الناجحين، (بينما الجبناء من الناس، كونهم يهابون الفشل، يدارون هذه الآفة النفسية التي تسيطرعليهم، بتخفيض سقف أهدافهم إلى ما يتناسب مع تواضع همَّة الواحد منهم، ومع إنخفاض مستوى أدائه، إن مثل الواحد منهم، يشبه مثلَ لاعبِ الغولفِ المبتدئ الذي لا يستطيع أن يرقىبأدائه إلى معدَّل اللعبة المطلوب، لذلك فإنه يسعى إلى تخفيض المعدَّل حتى يتناسبمع درجة أدائه، بدل أن يكون هاجسُه هو اللجوء إلى عكس ذلك تمامًا) [هيا نساعدك، م.ر.كومباير، بتصرف].
ماذا بعد الكلام؟
ـ كن مؤمنًا أيها الشاب بقضاء الله تبارك وتعالى، سواء أكان خيرًا أم شرًا.
ـ إننا إذا تكلمنا عن الشباب ويجب ألا يخافوا من الفشل، فيجب على الآباء أن يشجعوا أبناءهم على مواجهة المستقبل، وأن يذهبوا عنهم كل خوف يحول دون تحقيق آمالهم، فقل لابنك أقوال مثل: (يجب أن تحاول، وإلا فسوف تتساءل دائمًا عما كان سيحدث لو أنك استطعت فعلها، لقد حاولت أن أخوض تجربة العديد من الأشياء، ولكنني فشلت، ولكن تجارب الفشل هذه علمتني أشياء عن نفسي وعن كيفية النجاح في المرة القادمة، ومن الممكن أن يكون ذلك نفس الشيء بالنسبة لك يا بُني) [كيف تقولها للمراهقين، ريتشارد هيمان، ص(166)، بتصرف يسير].
ـ ثق في طموحاتك ولا تخف من الفشل، من الممكن أن تعلق أوراق فوق سريرك أو مكتبك، مكتوب فيها عبارات مثل: (ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر – النجاح يأتي بخطوة) وهكذا تقوم بتحميس نفسك دائمًا على التحلِّي بخلق التفاؤل وروح الأمل في الحياة.
وكشف البحث المشترك بين جامعتي "كنتاكي" و"لويزفيل" أن الشعور المتفائل بخصوص المستقبل قد يؤدي لشعور أفضل في الواقع، وأن التفاؤل مفيد للصحة إذ من شأنه تعزيز قدرة الجسم على محاربة العدوى.
واختار العلماء 124 طالباً جامعياً، 90 % منهم من البيض ويمثل الرجال 45 % بينهم، واخضعوا لاستجواب بشأن مواضيع تتصل بمدى إيجابيتهم وتفاؤلهم إزاء فرص نجاحهم في الدراسة الجامعية.
ومن ثم حقنوا بـ"مولد مضاد" (antigen)، الذي يستجيب له جهاز المناعة في الجسم بتكوين ما يشبه النتوء البارز في الجسم، كلما كبر حجمها دل على قوة نظام المناعة بالجسم.
وخلصت نتائج البحث الذي نشر في دورية "علم النفس" إلى أن قوة الاستجابة المناعية للجسم ترتفع أكثر بين المتفائلين، وتباطأت الاستجابة بين الفئة الأقل تفاؤلاً.
وقال جيمس مادوكس، بروفيسور علم النفس بجامعة "جورج ماسون" عن النتائج "مثال آخر على مدى قوة التفاؤل، أو ما كان يسمى بالنظر الإيجابية في فترة الخمسينيات والستينيات".
وقد خلصت الدراسة إلى أن التفاؤل مفيد للصحة وقد يمنع، إلى حد كبير، فرص الإصابة بالسكتات القلبية أو حتى الموت، ووجدت الدراسة أن المتفائلين، ممن لهم نظرة إيجابية تجاه الحياة، يتمتعون بصحة أفضل من أقرانهم المتشائمين، وتقل فرص إصابتهم بأمراض القلب بواقع 9 في المائة، كما تقل فرص وفاتهم لأي أسباب، بمعدل 14%.
الروح الغائبة:
يعيش بعض الشباب في هذه الشباب حالة من الإحباط وعدم التفاؤل، فالمراهق بصفة عامة سريع الاستجابة لروح التفاؤل أو الإحباط والتشاؤم، فمع بداية مرحلة المراهقة، يمر الشاب المسلم بعدة مواقف في حياته تؤثر عليه سلبًا أو إيجابًا، فمنها دخوله الكلية التي يطمح بها، الحصول على وظيفة جيدة ومريحة، أن يكون مقبولًا اجتماعيًا من الذين يحيطون به.
والمراهق يتأثر سلبًا أو إيجابًا بهذه التحديات التي تقابله، فإما أن يُصاب بالتفاؤل والأمل، أو يكون ممن أصابهم الإحباط والتشاؤم والنظرة السلبية للحياة، وبين هذا وذاك، يجب أن نطرح عدة أسئلة:
هل الإنسان المتفائل هو الذي ينجح في جميع التحديات التي تقابله؟
هل هناك ما يُسمى "بالحظ السيء" الذي يتداوله الشباب على ألسنتهم في هذه الأيام؟
قد يتعرض الشاب لبعض الفشل في حياته، فهل يستسلم للإحباط وهذا الفشل الذي يمكن أن يصيبه؟
إن التفاؤل أيها الشباب والأمل في الحياة هو الروح التي يجب أن يتحلى بها كل شاب يؤمن بالله تبارك وتعالى، فالشباب هم عَصب أمة الإسلام، فمثلهم كمثل محرك السيارة، الذي بدونه لا تستطيع أي سيارة أن تمشي في الطريق، أو حتى يتم تشغيلها، فلابد لك أيها الشاب الهُمام التحلي بخلق التفاؤل والأمل في الحياة.
الإسلام يدعو إلى التفاؤل:
إن القرآن الكريم مليء بالقصص والآيات التي تتحدث عن التفاؤل والأمل في الحياة، فها هو الله تعالى يقول:
{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].
وهذه الآية كثيرة ما نتداولها على ألسنتنا، فالإنسان قد يصيبه مكروه فيظن أن ذلك شرًا له ولا يعلم أن الله عز وجل يدَّخر له الخير كله.
وها هو الله تعالى، يؤكد على ضرورة التحلي بالأمل والتفاؤل إذا أصاب الإنسان مكروه فيقول عز من قائل: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 5-6].
بل انظر أيها الشاب، حتى الكافرين يتحلون بروح الأمل والتفاؤل، فعندما يركبون السفينة وتعصف بهم الأمواج، فيتمسكوا بالتفاؤل ويلجأوا إلى الله عز وجل فيدعونه بكل تضرع أن ينجيهم من ذلك الموقف الصعب، وسبحان الله انظر إلى استجابة الله تبارك وتعالى لدعوتهم، يقول تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [يونس: 22-23].
ولقد النبي صلى الله عليه وسلم، على ضرورة التحلي بروح الأمل والتفاؤل فقال: (لا عدوى ولا طِيَرة، ويُعجبني الفأل: الكلمة الحسنة، والكلمة الطيبة) [رواه مسلم].
والطيَرة هنا تعني التشاؤم.
وكان صلى الله عليه وسلم يحب التفاؤل ويكره التشاؤم، فعن أبي هريرة رضي الله عنها قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة) [صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، (3526)].
وأقوال السلف الصالح والتابعين في التفاؤل كثيرة، فمنها قول ابن عباس رضي الله عنه والذي يُبين لك الفرق بين التفاؤل والطيرة (التشاؤم): (الفرق بين الفأل والطِّيَرة أن الفأل من طريق حُسن الظن بالله، والطِّيَرة لا تكون إلا في السوء فلذلك كُرِهت) [فتح الباري، (10/225)].
كيف تكون متفائلًا؟
إن هناك عدة خطوات تُساعدك أيها الشاب لتتحلى بخلق التفاؤل وروح الأمل في الحياة:
1. كن مؤمنًا بقضاء الله تعالى:
يجب أن تكون على يقين دائمًا أيها الشاب، أن الله عز وجل يُخبئ لك الخير دائمًا، فلا تعترض على قضاء مولاك، وتحلَّ بحسن الظن به سبحانه وتعالى.
فأنت لا تدري أين الخير.
وربك تعالى كريم وغني، يرزق عبده بغير حساب.
لا تستعجل الخير، وربِّ نفسك على حسن الظن بالله تعالى، فهو لن يضيعك أبدًا.
2. الثقة في تحقيق الطموحات:
إن الناجحين يثقون في قدراتهم، فهم مهما تعرضوا لتجارب فشل في حياتهم فلا يفقدون الثقة في أنفسهم، فمن الطبيعي أن يفشل المرء مرات عديدة، وانظر إلى توماس أديسون وهو يقرر لنا قاعدة عظيمة، فيقول: (إنك لن تصل إلى النجاح الذي تريده إلا بعد أن تكون أخطأت وأخطأت وأخطأت، ولذا لا تخف من الفشل وكرر المحاولة، فكل خطوة فاشلة هي خطوة للنجاح) [كيف أصبحوا عظماء، د.سعد سعود الكريباني، (115)].
إن الشاب الواثق من نفسه، الطامح في الوصول إلى أهدافه، لا يستطيع أحد إيقافه، (فالواثق من نفسه لا يستطيع مخلوق إيقافه أو تحويله عن قبلة النجاح الذي ييمم شطرها بوصلة طموحه، إنه قوي في إيقاف من يحاول هدمه وعرقلة مسيره) [سيطر على حياتك، إبراهيم الفقي، (26)].
ولذلك، إن من المهم جدًا حتى تكون واثقًا في تحقيق طموحاتك، أن تبدأ من تغيير نفسك، فهذه سنة الله تعالى في الكون أن التغيير يبدأ من خلال النفس أولًا، فالله عز وجل يقول: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]، (وهذا التغيير لا يأتي إلا بالعمل والممارسة والإستفادة من أخطاء الماضي) [الثقة بالنفس طريقك لكسب ذاتك والآخرين، عاطف أبو العيد، ص(81)].
3. لا تخف من الفشل:
كثير من الشباب يخافوف أن يقعون في الفشل، ولا يعلمون أن الفشل هو أول طريق النجاح، فليس العبرة أن بكثرة وقوعكِ، إنما العبرة بوقوفك بعد أن تقع، وهناك حكمة صينية تقول (القرار السليم يأتي بعد الخبرة التي تأتي من القرار السيء)، ولتتأمل أيها الشاب في قوة تفاؤل توماس أديسون الذي ظل يحاول ويحاول ويتحلى بروح التفاؤل، حتى استطاع اختراع المصباح الكهربي، فلقد أجرى 99 تجربة فاشلة قبل الحصول على مصباح حقيقي، وفي المحاولة رقم 100 لما سئل: ألا يكفي هذا العدد من تجارب الفشل؟ فقال لهم: "لقد تعلمت من هذه التجارب أن هناك 99 طريقة لا يمكن لأي منها أن يصنع المصباح الكهربائي"، وبالفعل كانت المحاولة رقم 100 هي الناجحة.
وهذا هو السر في أن ذلك الفتى الفقير الأصم قد أصبح أديسون، صاحب الـ(1093) اختراعًا المنفذة، وآلاف أخرى احتوت عليها مفكرته لم يمهله العمر لتنفيذها.
إن الشب الذي تُسيطر عليها الخوف من الإخفاق ويتوقعه دائمًا، غالبًا يخفق بالفعل، كما أنه يفتقد الطموحات الكبيرة التي كانت ولازالت تمثل التحدي الأكبر للأشخاص الناجحين، (بينما الجبناء من الناس، كونهم يهابون الفشل، يدارون هذه الآفة النفسية التي تسيطرعليهم، بتخفيض سقف أهدافهم إلى ما يتناسب مع تواضع همَّة الواحد منهم، ومع إنخفاض مستوى أدائه، إن مثل الواحد منهم، يشبه مثلَ لاعبِ الغولفِ المبتدئ الذي لا يستطيع أن يرقىبأدائه إلى معدَّل اللعبة المطلوب، لذلك فإنه يسعى إلى تخفيض المعدَّل حتى يتناسبمع درجة أدائه، بدل أن يكون هاجسُه هو اللجوء إلى عكس ذلك تمامًا) [هيا نساعدك، م.ر.كومباير، بتصرف].
ماذا بعد الكلام؟
ـ كن مؤمنًا أيها الشاب بقضاء الله تبارك وتعالى، سواء أكان خيرًا أم شرًا.
ـ إننا إذا تكلمنا عن الشباب ويجب ألا يخافوا من الفشل، فيجب على الآباء أن يشجعوا أبناءهم على مواجهة المستقبل، وأن يذهبوا عنهم كل خوف يحول دون تحقيق آمالهم، فقل لابنك أقوال مثل: (يجب أن تحاول، وإلا فسوف تتساءل دائمًا عما كان سيحدث لو أنك استطعت فعلها، لقد حاولت أن أخوض تجربة العديد من الأشياء، ولكنني فشلت، ولكن تجارب الفشل هذه علمتني أشياء عن نفسي وعن كيفية النجاح في المرة القادمة، ومن الممكن أن يكون ذلك نفس الشيء بالنسبة لك يا بُني) [كيف تقولها للمراهقين، ريتشارد هيمان، ص(166)، بتصرف يسير].
ـ ثق في طموحاتك ولا تخف من الفشل، من الممكن أن تعلق أوراق فوق سريرك أو مكتبك، مكتوب فيها عبارات مثل: (ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر – النجاح يأتي بخطوة) وهكذا تقوم بتحميس نفسك دائمًا على التحلِّي بخلق التفاؤل وروح الأمل في الحياة.
الثلاثاء أغسطس 27, 2013 10:10 am من طرف سوس
» طريقه وضع توقيع فلاش
الجمعة يوليو 05, 2013 11:57 am من طرف fidou
» صيام ثلاثة أيام= صيام السنة كلها
الجمعة يوليو 05, 2013 10:56 am من طرف fidou
» ولا ذبابة.. !
الجمعة يوليو 05, 2013 10:52 am من طرف fidou
» يستحق الحب .. إنه نبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم
الجمعة يوليو 05, 2013 10:51 am من طرف fidou
» محفظ ٌ قرآن معتمد أونلاين
الجمعة يوليو 05, 2013 10:47 am من طرف fidou
» فضائل شهر رمضان
الجمعة يوليو 05, 2013 10:26 am من طرف fidou
» هل تريد النصر؟
الإثنين سبتمبر 10, 2012 8:40 pm من طرف أم محمود
» إجازة معتمده فى القراءات العشر عبر النت
الجمعة يونيو 29, 2012 12:03 am من طرف إجازه معتمده اونلاين
» اسرع إجازة عبر الإنترنت فى شهر متصلة السند بالرسول
الخميس يونيو 28, 2012 11:40 pm من طرف إجازه معتمده اونلاين
» منتديات دروبي عالمي الأسلأمي الدعوية اريد ان ادعوكم للمنتدايhttp://rfiaaildilrarb.7olm.org/
الإثنين يونيو 25, 2012 3:29 am من طرف ناصر السنة
» .~* وَسَقَطَت وَرِقه مَن شَجَرَة الْعُمُر *~.
الثلاثاء يونيو 19, 2012 10:09 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» !الأب مشغول..والأم فى الأسواق!
الثلاثاء يونيو 19, 2012 9:53 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» ...حب دينك سبب ثباتك عليه...
الثلاثاء يونيو 19, 2012 9:28 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» حاسـوبي الأفضـل بين الحواسيب
الثلاثاء يونيو 19, 2012 9:03 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» ! رساله الى أصحاب الوجوه العابسه !
الثلاثاء يونيو 19, 2012 8:52 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» صيام الأيام البيض لشهر رجب 1433
الجمعة يونيو 01, 2012 3:16 pm من طرف انور ابو البصل
» صيام الأيام البيض لشهر جمادى الاخرة 1433
الخميس مايو 03, 2012 3:49 am من طرف انور ابو البصل
» صيام الأيام البيض لهذا الشهر ربيع الثاني 1433
الإثنين مارس 05, 2012 3:20 pm من طرف انور ابو البصل
» صيام الأيام البيض لشهر ربيع الأول 1433
السبت فبراير 04, 2012 2:16 pm من طرف انور ابو البصل
» حلول قساوة القلوب
السبت يناير 28, 2012 1:29 pm من طرف انور ابو البصل
» لمن يريد دعوة شخص أجنبي للإسلام
السبت يناير 28, 2012 1:56 am من طرف الكعبة روحى
» علاج السرحان في الصلاة
السبت يناير 14, 2012 7:08 pm من طرف wegdan
» اسماء وصفات الله عز وجل
الخميس يناير 12, 2012 3:30 pm من طرف ا.عمرو
» اجعل الله همك يكفك ما اهمك
الخميس يناير 12, 2012 1:49 pm من طرف wegdan
» روائع الكلام
الخميس يناير 12, 2012 12:18 am من طرف ا.عمرو
» العبرة بالنهاية
الأربعاء يناير 11, 2012 7:06 pm من طرف ابومحمودعماد محمود
» مخطط جورج سوروس الذي يدافع عنه البرادعي لاختطاف الثورة المصرية
السبت يناير 07, 2012 9:27 am من طرف ا.عمرو