كيف يمكننا تنظيم مستويات الكوليسترول في دماء أطفالنا? عالجوا سمنة الأطفال بتناولهم الأغذية الصحية وممارسة الرياضة

تشير الاحصائيات الاخيرة الى ان نسبة السمنة في ارتفاع مستمر بين الاطفال وليس ذلك بعجيب اذا اخذنا في الاعتبار نمط الحياة في هذا العصر الذي تنتشر فيه مطاعم الوجبات السريعة والاغذية الجاهزة, والمعروف ان هذه الوجبات تحتوي على نسب عالية من الدهون والسكريات والصوديوم وتقل بها العناصر الغذائية الصحية كالفيتامينات والمعادن والالياف هذا بالاضافة الى الميل الى قلة الحركة والعزوف عن ممارسة الرياضة بانتظام والجلوس لمدد طويلة كبارا وصغاراً امام الشاشات الكمبيوترية والتلفزيونية مفضلين القعود الطويل والركود على النشاط والحركة الجسمانية ومن الطبيعي ان تتمثل النتيجة في زيادة الوزن والسمنة سواء بالنسبة لنا نحن الكبار أم بالنسبة للصغار الذين يقلدون الكبار في نمط الحياة التي يحيونها في عصرنا الحاضر.
هذا الاتجاه نحو السمنة خصوصا بالنسبة للاطفال يثير القلق لدى خبراء الصحة ويرون ان ذلك مقدمة لارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وما يسببه من مخاطر صحية واحتمالات الاصابة بالامراض المختلفة كالسكري وضغط الدم والتهاب المفاصل الروماتيزمية وامراض القلب.
ويرفض بعض الاطباء اجراء الفحوصات وتحليلات الدم اللازمة لمعرفة مستوى الكوليسترول في دم الاطفال بينما نجد البعض الاخر يحبذ الفكرة ويؤيدها لانه يدرك ان بعض هؤلاء الاطفال يعاني من مشكلات صحية ويحتاج الى علاج لازالة ما يعانيه من اضطراب وكثير من تلك المشكلات سببها السمنة وزيادة نسبة الكوليسترول الضار في الجسم.
على اي حال تجمع الاراء على اهمية التدخل في نمط الحياة المعتاد واجراء التغيرات اللازمة خصوصا في ما يتعلق بالمأكل والمشرب واهم هذه التغييرات هو استبعاد المأكولات الدسمة التي تزيد بها نسبة الدهون المشبعة والاقلال من نسبة الدهون والسكريات والابتعاد عن تناول الاطعمة التي تؤدي الى زيادة كمية السعرات الحرارية في جسم الانسان اضافة الى ضرورة ممارسة الرياضة بانتظام والحرص على الحركة والنشاط الجسماني حتى لا يزيد الوزن وتتراكم الدهون, وهاتان المسألتان النظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة البدنية يساعدان على التحكم في نسبة الدهون بالجسم خصوصا لدى الطلبة الذين يعانون من زيادة الوزن وهذا يعني ضرورة التخلص من الوزن الزائد من خلال تجنب الدهون غير الصحية والكوليسترول الضار.
هناك ايضا وسائل طبية وعلاجية لخفض نسبة الكولسترول في الجسم ومن اهم الادوية المستخدمة في هذا الشأن "الستاتين" ولهذا الدواء مفعوله المؤثر بالنسبة للاطفال الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكولسترول والكثير من هؤلاء الاطفال يعاني من اضطرابات جينية وهذه الاضطرابات تجعلهم اكثر عرضة لارتفاع مستويات الكوليسترول واحتمال اصابتهم بامراض القلب وهذه الاصابة محتملة خصوصا وان كثيرا من الاطفال غير قادرين على الالتزام الدقيق بالنظام الغذائي الصحي المطلوب او التحكم في نمط الحياة التي يحيونها او اجراء التعديلات المطلوبة في نظام حياتهم اليومي.
هذه الادوية ثبتت فعاليتها في خفض نسبة الكوليسترول لدى الاطفال حتى سن الثامنة الا ان بعض الاطباء يلزم الحذر لانه يرى ان هذه الادوية وتلك العقاقير ليست آمنة مئة في المئة خصوصا اذا جرى استخدامها لمدد طويلة.
على اي حال لاتزال تلك الادوية في حاجة الى مزيد من الدراسات للتأكد إذا ما كانت آمنة على المدى الطويل, خصوصا وان الدراسات التي تعلقت بهذا الخصوص والتي ارتبطت بالادوية المذكورة لم تتبع تأثيراتها الى ما هو اطول من 24 شهرا.
هناك نقطة واحدة لصالح ادوية علاج الكوليسترول الزائد في اجسام الاطفال وهي ان هذه الادوية رغم بعض عيوبها يمكن الاستفادة منها في الحالات الصعبة مثل احتمال تعرض الاطفال للاصابة بامراض القلب اما في الحالات العادية فانه من الافضل تعويد الاطفال على تناول الاغذية الصحية المفيدة للجسم وممارسة الرياضة بانتظام

اللهم عافى اطفال المسلمين من كل الامراض ماظهر منها وما بطن انك ولى ذلك والقادر عليه