لغرض شريف والله!!!
بقلم: ريما
هناك علاقة جدلية بين مستوى تقدم الشعوب ودرجة تعلقها بالخرافة، فكلما كان العقل أكثر نضجا قلت درجة تعلقه بالخرافة ومدى تصديقها، فالخرافة لها باب تدخل وتخرج منه كيفما شاءت، وهذا الباب هو الإدراك حينما يكون معاقا.
وإذا إنطلقنا من هذه الجدلية صح القول أن أغلب مجتمعاتنا العربية لاتستحق حتى مصطلح الدول السائرة في طريق النمو ، وذلك بالنظر إلى حجم ودرجة تعلق العقل العربي بالخرافة وتصديقها لدرجة التسليم التام بها، ولعل أهل مظهر يجسد لنا هذا التعلق والإرتباط هو انتشار ظاهرة الشعوذة والخرافة والسحر والأبراج وقراءة الطالع بشكل ملفت للنظر، وإن كانت هذه الظاهرة تعرف انتشارواسعا في بعض الدول العربية بشكل خاص حتى أصبحت سمة معروفة بها ، فإن هذا لايعني خلو باقي المجتمعات الأخرى منها، بل إن الأمر أصبح ظاهرة جلية للعيان في كل مجتمعاتنا العربية بدون استثناء وإن اختلفت النسبة.
ففي إحدى القنوات الفضائية العربية المتخصصة في قراءة الطالع وعلاج بعض الأمراض النفسية على الهواء مباشرة ،يطل علينا برنامج يعدد عجائب الدنيا السبع ليضيف لها أعجوبة العصر الثامنة وهي "الشيخ أبو فلان" الذي يشتغل فيها، والطريف في الأمر أن يلاحظ أن المعجبين بهذا الشيخ وأتباعه أكثر من المعجبين مثلا بمجدي يعقوب أكبر جراح للقلب، أو غيره من علماء النفس والإجتماع؟؟؟؟؟.
وهذا إن كان يدل على شيء فهو ميل نفسي في العرب لكل ماهو خرافي أكثر من ميلهم لما هو علمي، وإرتباط العلم والتعلم عندهم بالوظيفة والمركزوليس بالفكر، وهذا مايفسر إقبال فئة مهمة من حاملي الشهادات الجامعية العلمية على عالم الخرافة، لإنهم استفادوا من شواهدهم وظيفيا فقط وليس فكرا وممارسة.
كما تعتبر صفحات الأبراج بجميع أسمائها المنتشرة، من أبراج عربية وأخرى صينية، وبجميع أصنافها من مائية وترابية ونارية وهوائية، والتي تقوم بتحليل الشخصيات مع التنبأ بمواطن الحظ لديها ،من أكثر الصفحات التي تنال إقبالا كبيرا، مقارنة بباقي الموضوعات الفكرية أو العلمية أو الثقافية...والتي تنشر بنفس الوسائل الإعلامية، حتى أصبح الأمر شبه هوس يومي وهيستيريا بمطالعتها لدى المدمنين عليها، فكم من رجل حبسه برجه في البيت لأن حظه اليومي حذره من شر واقع لامحالة، وكم من إمرأة منعها برجها من الزواج إلا بالرجل الذي سيختاره لها طالعها بناءا على حجج زائفة يسمونها التوافق ما بين الأبراج، الأمر الذي إستغله المرتزقة لخداع أصحاب القلوب المريضة والضعيفة متجاهلين الإيمان بالقضاء والقدر وأنه ليس هناك من يملك علم الغيب سوى الله عز وجل، بل أصبح لهذه الأبراج خبراء متخصصون فيها بشهادات علمية عليا، وماهي في الحقيقة إلا نوع من التنجيم الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم كذب المنجمون ولو صدقوا ، وتدخل في باب الدجل والشعوذة وخداع الناس.
أما قول بعض الخبراء في هذه الأبراج أن الأمر علمي وله علاقة بعلم الفلك، فهذا أكبر مغالطة، لأن علم الفلك يقوم على حسابات غاية في الدقة أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى:"وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا"، فهو علم نحدد من خلاله الوقت والفصول وأوائل الشهور ومواقيت الصيام والصلاة والحج والأعياد، أما التنجيم فهو يقوم على التخمين ومحاولة معرفة الغيب، والغيب مما استأثر به الله تبارك وتعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:خمس لايعلمهن إلا الله... ثم تلا هذه الآية: ّإن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم مافي الأرحام وماتدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير"، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر، ولايفلح الساحر حيث أتى.
أما الطامة الكبرى فهي تفشي ظاهرة اللجوء للعرافات والدجالين ،الأضرحة والأولياء، الكوتشينة، النظر في الودع والخرز والرمل، قارئة الفنجان،قارئة الكف، تعليق التمائم{الحجب}... فهذا يبحث عن حرز للعمل، وهذه تريد أن يصبح زوجها كالضبع، وهذه تريد أن تفرق بين زوجين، وهذه تريد حرزا لإبنتها لكي تتزوج،وهذا يريد حرز للتخلص من الإكتئاب والقلق الذي يلازمه،وهذه تريد النجاح في إمتحاناتها...، بإختصار جملة من المشاكل المعقدة والكبيرة، تجعلك تعتقد أن هذا العراف أو الدجال، تجتمع فيه وزارة الصحة، وزارة العدل، الداخلية، الخارجية، الشؤون الاجتماعية،وحتى مراكز الإرشاد والصحة النفسية...
وإذا كان علماء النفس والاجتماع يختزلون أسباب اللجوء للسحر والشعوذة في عدة أسباب أهمها: القلق النفسي، الإكتئاب، الخوف، الإحباطات المتراكمة، المشاكل الإجتماعية الكبيرة...فإنه بالإضافة لهذه الأسباب يبقى السبب المهم والرئيسي هو الجهل الديني وضعف الإيمان وقلة الرضا بالقضاء والقدر.
فحين يضعف الإيمان وتنتشر الخرافة والخزعبلات والأوهام،ويفشو الدجل والشعوذة، نصبح أمام طائفتين من الناس كلاهما يسلك مسلك الجاهلية، طائفة مادية ضالة تنكر الغيب وكل عالمه، كافرة بالحق الذي جاءت به رسل الله، فكل ماعدا المادة يعتبرعندهم أساطير وأوهام من معتقدات المجتمعات البدائية، قال تعالى:"فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ماكانوا به يستهزئون".
تقابلها طائفة قدست الخرافة والدجل وتعلق قلبها بالسحر والكهانة، فأصبحت حياتها متوقفة على التنجيم والشعوذة والسحر، وهو كفر ونوع من الشرك والعياذ بالله ، قال تبارك وتعالى:"واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وماكفر سليمان ولكن الشياطين كفروا، يعلمون الناس السحر وماأنزل على الملكين ببابل وهاروت وماروت ومايعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما مايفرقون به بين المرء وزوجه وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون مايضرهم ولاينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق ولبئس ماشروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون"، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اجتنبوا السبع الموبيقات: فقالوا:يارسول الله وماهن؟ قال: الشرك بالله، والسحر..." ، وعنه كذلك صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم"، وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: "ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم".
أمام هذا الحكم بالتحريم المطلق للسحر والشعوذة والدجل والتنجيم، والذي نعرفه جميعا، فكل مسلم يعلم أن أي ضرب من ضروب محاولة كشف الغيب، ماهو إلا وهم وخرافة محرمة، نجد بعض الناس تقول :"أنا أعرف انه حرام ولكني ألجأ له لغرض شريف والله"، فواحدة تقول أنها تذهب للعراف فقط للحصول على "قبول" لكي تتزوج ، وواحدة تبحث بالدجل عن محبة زوجها أو بغرض الإنجاب فقط دون أن تضر به أحدا، وواحد يستعين بالشعوذة فقط لفتح أبواب الرزق عليه ...وغيرها من الأغراض الشريفة التي تمر فوق جسر الوسائل المحرمة، عملا بمبدأ ميكافيلي {الغاية تبرر الوسيلة}، أو مبدأ {الوصول إلى الحق بالخوض في الكثير من الباطل}.
إن قواعد الإدراة الإسلامية سواء على المستوى السياسي أو الإقتصادي أو الإجتماعي...وسواء كانت هذه الإدارة موجهة لتنظيم الحياة الجماعية أو الفردية للناس، فهي تقوم على مبدأ شرعية الغاية والوسيلة معا، لأنها تربط بين الحياة الدنيا والآخرة، فهي تسعى لتحقيق معنى العبودية لله تعالى عملا بقوله:"وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، وقوله تعالى: "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين". وبناء عليه فإن الوسائل المتبعة يجب أن تكون مشروعة للوصول إلى الغايات والأهداف المشروعة في هذه الدنيا، والتي تعد جزءا من أهداف أكبر وغايات أسمى في الحياة الأخرى تتمثل في مرضاة الله عز وجل، وبلوغ الجنة والنجاة من النار، كما انه من قواعد الحلال والحرام في الإسلام، قاعدة النية الحسنة لاتبرر الحرام ولاتصلح العمل الفاسد، فالحرام هو حرام، مهما كان حسن نية فاعله، وشرف قصده، فالإسلام لايقبل أن يجعل الحرام وسيلة لتحقيق غاية محمودة لأنه يحرص على شرف الغاية وطهر الوسيلة، فليس هناك طريق للوصول إلى الحق إلا عن طريق الحق وحده.
إن من تعلق بشيء وكل إليه، فمن تعلق بربه وخالقه ورب كل شيء كفاه ووفاه وتولاه وحفظه ورعاه، ومن تعلق بالسحرة والكهنة والمنجمين، وكَلّه الله إلى من تعلق به، فاتقوا الله بارئكم وتعلقوا به، وأحسنوا به الظن والمعتقد، فهو مسبب الأسباب ورب الأرباب ، وتداووا ولا تداووا بحرام حتى وإن كان لغرض شريف.
بقلم: ريما
هناك علاقة جدلية بين مستوى تقدم الشعوب ودرجة تعلقها بالخرافة، فكلما كان العقل أكثر نضجا قلت درجة تعلقه بالخرافة ومدى تصديقها، فالخرافة لها باب تدخل وتخرج منه كيفما شاءت، وهذا الباب هو الإدراك حينما يكون معاقا.
وإذا إنطلقنا من هذه الجدلية صح القول أن أغلب مجتمعاتنا العربية لاتستحق حتى مصطلح الدول السائرة في طريق النمو ، وذلك بالنظر إلى حجم ودرجة تعلق العقل العربي بالخرافة وتصديقها لدرجة التسليم التام بها، ولعل أهل مظهر يجسد لنا هذا التعلق والإرتباط هو انتشار ظاهرة الشعوذة والخرافة والسحر والأبراج وقراءة الطالع بشكل ملفت للنظر، وإن كانت هذه الظاهرة تعرف انتشارواسعا في بعض الدول العربية بشكل خاص حتى أصبحت سمة معروفة بها ، فإن هذا لايعني خلو باقي المجتمعات الأخرى منها، بل إن الأمر أصبح ظاهرة جلية للعيان في كل مجتمعاتنا العربية بدون استثناء وإن اختلفت النسبة.
ففي إحدى القنوات الفضائية العربية المتخصصة في قراءة الطالع وعلاج بعض الأمراض النفسية على الهواء مباشرة ،يطل علينا برنامج يعدد عجائب الدنيا السبع ليضيف لها أعجوبة العصر الثامنة وهي "الشيخ أبو فلان" الذي يشتغل فيها، والطريف في الأمر أن يلاحظ أن المعجبين بهذا الشيخ وأتباعه أكثر من المعجبين مثلا بمجدي يعقوب أكبر جراح للقلب، أو غيره من علماء النفس والإجتماع؟؟؟؟؟.
وهذا إن كان يدل على شيء فهو ميل نفسي في العرب لكل ماهو خرافي أكثر من ميلهم لما هو علمي، وإرتباط العلم والتعلم عندهم بالوظيفة والمركزوليس بالفكر، وهذا مايفسر إقبال فئة مهمة من حاملي الشهادات الجامعية العلمية على عالم الخرافة، لإنهم استفادوا من شواهدهم وظيفيا فقط وليس فكرا وممارسة.
كما تعتبر صفحات الأبراج بجميع أسمائها المنتشرة، من أبراج عربية وأخرى صينية، وبجميع أصنافها من مائية وترابية ونارية وهوائية، والتي تقوم بتحليل الشخصيات مع التنبأ بمواطن الحظ لديها ،من أكثر الصفحات التي تنال إقبالا كبيرا، مقارنة بباقي الموضوعات الفكرية أو العلمية أو الثقافية...والتي تنشر بنفس الوسائل الإعلامية، حتى أصبح الأمر شبه هوس يومي وهيستيريا بمطالعتها لدى المدمنين عليها، فكم من رجل حبسه برجه في البيت لأن حظه اليومي حذره من شر واقع لامحالة، وكم من إمرأة منعها برجها من الزواج إلا بالرجل الذي سيختاره لها طالعها بناءا على حجج زائفة يسمونها التوافق ما بين الأبراج، الأمر الذي إستغله المرتزقة لخداع أصحاب القلوب المريضة والضعيفة متجاهلين الإيمان بالقضاء والقدر وأنه ليس هناك من يملك علم الغيب سوى الله عز وجل، بل أصبح لهذه الأبراج خبراء متخصصون فيها بشهادات علمية عليا، وماهي في الحقيقة إلا نوع من التنجيم الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم كذب المنجمون ولو صدقوا ، وتدخل في باب الدجل والشعوذة وخداع الناس.
أما قول بعض الخبراء في هذه الأبراج أن الأمر علمي وله علاقة بعلم الفلك، فهذا أكبر مغالطة، لأن علم الفلك يقوم على حسابات غاية في الدقة أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى:"وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا"، فهو علم نحدد من خلاله الوقت والفصول وأوائل الشهور ومواقيت الصيام والصلاة والحج والأعياد، أما التنجيم فهو يقوم على التخمين ومحاولة معرفة الغيب، والغيب مما استأثر به الله تبارك وتعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:خمس لايعلمهن إلا الله... ثم تلا هذه الآية: ّإن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم مافي الأرحام وماتدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير"، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر، ولايفلح الساحر حيث أتى.
أما الطامة الكبرى فهي تفشي ظاهرة اللجوء للعرافات والدجالين ،الأضرحة والأولياء، الكوتشينة، النظر في الودع والخرز والرمل، قارئة الفنجان،قارئة الكف، تعليق التمائم{الحجب}... فهذا يبحث عن حرز للعمل، وهذه تريد أن يصبح زوجها كالضبع، وهذه تريد أن تفرق بين زوجين، وهذه تريد حرزا لإبنتها لكي تتزوج،وهذا يريد حرز للتخلص من الإكتئاب والقلق الذي يلازمه،وهذه تريد النجاح في إمتحاناتها...، بإختصار جملة من المشاكل المعقدة والكبيرة، تجعلك تعتقد أن هذا العراف أو الدجال، تجتمع فيه وزارة الصحة، وزارة العدل، الداخلية، الخارجية، الشؤون الاجتماعية،وحتى مراكز الإرشاد والصحة النفسية...
وإذا كان علماء النفس والاجتماع يختزلون أسباب اللجوء للسحر والشعوذة في عدة أسباب أهمها: القلق النفسي، الإكتئاب، الخوف، الإحباطات المتراكمة، المشاكل الإجتماعية الكبيرة...فإنه بالإضافة لهذه الأسباب يبقى السبب المهم والرئيسي هو الجهل الديني وضعف الإيمان وقلة الرضا بالقضاء والقدر.
فحين يضعف الإيمان وتنتشر الخرافة والخزعبلات والأوهام،ويفشو الدجل والشعوذة، نصبح أمام طائفتين من الناس كلاهما يسلك مسلك الجاهلية، طائفة مادية ضالة تنكر الغيب وكل عالمه، كافرة بالحق الذي جاءت به رسل الله، فكل ماعدا المادة يعتبرعندهم أساطير وأوهام من معتقدات المجتمعات البدائية، قال تعالى:"فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ماكانوا به يستهزئون".
تقابلها طائفة قدست الخرافة والدجل وتعلق قلبها بالسحر والكهانة، فأصبحت حياتها متوقفة على التنجيم والشعوذة والسحر، وهو كفر ونوع من الشرك والعياذ بالله ، قال تبارك وتعالى:"واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وماكفر سليمان ولكن الشياطين كفروا، يعلمون الناس السحر وماأنزل على الملكين ببابل وهاروت وماروت ومايعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما مايفرقون به بين المرء وزوجه وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون مايضرهم ولاينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق ولبئس ماشروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون"، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اجتنبوا السبع الموبيقات: فقالوا:يارسول الله وماهن؟ قال: الشرك بالله، والسحر..." ، وعنه كذلك صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم"، وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: "ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم".
أمام هذا الحكم بالتحريم المطلق للسحر والشعوذة والدجل والتنجيم، والذي نعرفه جميعا، فكل مسلم يعلم أن أي ضرب من ضروب محاولة كشف الغيب، ماهو إلا وهم وخرافة محرمة، نجد بعض الناس تقول :"أنا أعرف انه حرام ولكني ألجأ له لغرض شريف والله"، فواحدة تقول أنها تذهب للعراف فقط للحصول على "قبول" لكي تتزوج ، وواحدة تبحث بالدجل عن محبة زوجها أو بغرض الإنجاب فقط دون أن تضر به أحدا، وواحد يستعين بالشعوذة فقط لفتح أبواب الرزق عليه ...وغيرها من الأغراض الشريفة التي تمر فوق جسر الوسائل المحرمة، عملا بمبدأ ميكافيلي {الغاية تبرر الوسيلة}، أو مبدأ {الوصول إلى الحق بالخوض في الكثير من الباطل}.
إن قواعد الإدراة الإسلامية سواء على المستوى السياسي أو الإقتصادي أو الإجتماعي...وسواء كانت هذه الإدارة موجهة لتنظيم الحياة الجماعية أو الفردية للناس، فهي تقوم على مبدأ شرعية الغاية والوسيلة معا، لأنها تربط بين الحياة الدنيا والآخرة، فهي تسعى لتحقيق معنى العبودية لله تعالى عملا بقوله:"وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، وقوله تعالى: "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين". وبناء عليه فإن الوسائل المتبعة يجب أن تكون مشروعة للوصول إلى الغايات والأهداف المشروعة في هذه الدنيا، والتي تعد جزءا من أهداف أكبر وغايات أسمى في الحياة الأخرى تتمثل في مرضاة الله عز وجل، وبلوغ الجنة والنجاة من النار، كما انه من قواعد الحلال والحرام في الإسلام، قاعدة النية الحسنة لاتبرر الحرام ولاتصلح العمل الفاسد، فالحرام هو حرام، مهما كان حسن نية فاعله، وشرف قصده، فالإسلام لايقبل أن يجعل الحرام وسيلة لتحقيق غاية محمودة لأنه يحرص على شرف الغاية وطهر الوسيلة، فليس هناك طريق للوصول إلى الحق إلا عن طريق الحق وحده.
إن من تعلق بشيء وكل إليه، فمن تعلق بربه وخالقه ورب كل شيء كفاه ووفاه وتولاه وحفظه ورعاه، ومن تعلق بالسحرة والكهنة والمنجمين، وكَلّه الله إلى من تعلق به، فاتقوا الله بارئكم وتعلقوا به، وأحسنوا به الظن والمعتقد، فهو مسبب الأسباب ورب الأرباب ، وتداووا ولا تداووا بحرام حتى وإن كان لغرض شريف.
الثلاثاء أغسطس 27, 2013 10:10 am من طرف سوس
» طريقه وضع توقيع فلاش
الجمعة يوليو 05, 2013 11:57 am من طرف fidou
» صيام ثلاثة أيام= صيام السنة كلها
الجمعة يوليو 05, 2013 10:56 am من طرف fidou
» ولا ذبابة.. !
الجمعة يوليو 05, 2013 10:52 am من طرف fidou
» يستحق الحب .. إنه نبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم
الجمعة يوليو 05, 2013 10:51 am من طرف fidou
» محفظ ٌ قرآن معتمد أونلاين
الجمعة يوليو 05, 2013 10:47 am من طرف fidou
» فضائل شهر رمضان
الجمعة يوليو 05, 2013 10:26 am من طرف fidou
» هل تريد النصر؟
الإثنين سبتمبر 10, 2012 8:40 pm من طرف أم محمود
» إجازة معتمده فى القراءات العشر عبر النت
الجمعة يونيو 29, 2012 12:03 am من طرف إجازه معتمده اونلاين
» اسرع إجازة عبر الإنترنت فى شهر متصلة السند بالرسول
الخميس يونيو 28, 2012 11:40 pm من طرف إجازه معتمده اونلاين
» منتديات دروبي عالمي الأسلأمي الدعوية اريد ان ادعوكم للمنتدايhttp://rfiaaildilrarb.7olm.org/
الإثنين يونيو 25, 2012 3:29 am من طرف ناصر السنة
» .~* وَسَقَطَت وَرِقه مَن شَجَرَة الْعُمُر *~.
الثلاثاء يونيو 19, 2012 10:09 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» !الأب مشغول..والأم فى الأسواق!
الثلاثاء يونيو 19, 2012 9:53 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» ...حب دينك سبب ثباتك عليه...
الثلاثاء يونيو 19, 2012 9:28 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» حاسـوبي الأفضـل بين الحواسيب
الثلاثاء يونيو 19, 2012 9:03 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» ! رساله الى أصحاب الوجوه العابسه !
الثلاثاء يونيو 19, 2012 8:52 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» صيام الأيام البيض لشهر رجب 1433
الجمعة يونيو 01, 2012 3:16 pm من طرف انور ابو البصل
» صيام الأيام البيض لشهر جمادى الاخرة 1433
الخميس مايو 03, 2012 3:49 am من طرف انور ابو البصل
» صيام الأيام البيض لهذا الشهر ربيع الثاني 1433
الإثنين مارس 05, 2012 3:20 pm من طرف انور ابو البصل
» صيام الأيام البيض لشهر ربيع الأول 1433
السبت فبراير 04, 2012 2:16 pm من طرف انور ابو البصل
» حلول قساوة القلوب
السبت يناير 28, 2012 1:29 pm من طرف انور ابو البصل
» لمن يريد دعوة شخص أجنبي للإسلام
السبت يناير 28, 2012 1:56 am من طرف الكعبة روحى
» علاج السرحان في الصلاة
السبت يناير 14, 2012 7:08 pm من طرف wegdan
» اسماء وصفات الله عز وجل
الخميس يناير 12, 2012 3:30 pm من طرف ا.عمرو
» اجعل الله همك يكفك ما اهمك
الخميس يناير 12, 2012 1:49 pm من طرف wegdan
» روائع الكلام
الخميس يناير 12, 2012 12:18 am من طرف ا.عمرو
» العبرة بالنهاية
الأربعاء يناير 11, 2012 7:06 pm من طرف ابومحمودعماد محمود
» مخطط جورج سوروس الذي يدافع عنه البرادعي لاختطاف الثورة المصرية
السبت يناير 07, 2012 9:27 am من طرف ا.عمرو