تزكية النفس

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله كيف حال قلوبكم كيف أصبحت هل هي إلى الله أقرب ؟؟ أسأل الله ذلك .
أحبتي في الله اليوم نريد ان ترتقي أنفسنا إلى مرتبة أعلى وذلك بالمحاسبة فهي الخطوة العملية الأولى لتزكية النفس والتزكية من النفس الأمارة إلى النفس اللوامة .ولا يرتقي العبد إلى مرتبة التزكية إلا إذا حاسب نفسه محاسبة شديدة .
فالنفس اللوامة هي التي تلوم العبد على وقوعه في المعاصي وتقليله من الطاعات وفي هذه الحالة ترتقي النفس من مرحلة النفس اللوامة إلى النفس المطمئنة .أسال الله ان تصل أنفسنا إلى هذه المرحلة .
ها أخي هل نفسك وصلت إلى هذه المرحلة ؟؟ نعم أنت !! أسألها .. أسأل نفسك هل هي مطمئنة أم لم تصل بعد .
الشاهد:
أن النفس المطمئنة هي التي لا تشعر بالإنس إلا بالله . هي التي خرجت من سجن الهوى إلى ساحة الهدى ومن ضيق الجهل إلى فضاء العلم ومن نجاسة النفس إلى طهارة القدس هي كريمة لا تشعر بالسعادة ولا باللذة إلا بالرضا ولا بالسرور إلا مع العزيز الغفور .. هي دي .هي دي النفس المطمئنة .
وصدق من قال :
يانفس قد أزف الرحير
وأضلك الخطب الجليل
فتأهبي يانفس لا يلعبن بك الأمل الطويل
أحبتي في الله الكثير منا يلعب به الأمل الطويل ، يأمل ان يعيش إلى مئات السنين وينسى أو يتناسى الموت وبالتالي ينسى التوبة والعودة إلى الله .
يحكي فضيلة شيخنا محمد سيد حاج رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه وجزاه عنا وعن الإسلام كل خير ..
أن رجلاً بلغ من العمر 90 عاماً أو مايزيد وأصابه مرض فقال : يريد أن يسافر ليتعالج في الخارج يقول الشيخ سبحان الله عمره أكثر من 90 عاماً ويأمل في أن يعيش أكثر . لذا أحبتي أحذركم ونفسي من طول الأمل كما يقول إبراهيم بن أدهم :
من عرف مايطلب هان عليه ما يبزل ... ومن أطلق بصره طال أسفه ... ومن أطلق أمله ساء عمله . أسأل الله أن يحسن أعمالنا .
الشاهد :
للوصول إلى النفس المطمئنة كما قال بن مسعود رضي الله عنه : ( أطلب قلبك في ثلاثة مواضع عند سماع القرآن وفي مجالس الذكر وفي أوقات الخلوة فإن لم تجده فسل الله أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك ).
وقال تعالى { ياأيها الذين آمنوا أتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغدٍ واتقوا الله إن الله خبير بما يعملون } .
قال عمر رضي الله عنه : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا وتزينوا للعرض الأكبر يوم لاتخفى منكم خافية فإنما يخف الحساب يوم القيامة عن من حاسب نفسه في الدنيا .
يااااااااااااااه .. أحبتي هل تستشعرون هذا المعنى إجلس مع نفسك دقيقة وتأمل هذه الكلمات التي والله العظيم توزن بماء الذهب .
إذن أحبتي علينا بمحاسبة أنفسنا فبل كل شيء وبعد كل شيء .
أحبتي في الله إذا أردنا أن نحاسب أنفسنا فلابد لنا من المقايسة بين نعم الله تعالى علينا وبين تقصيرنا في حقه عز وجل .
( ماذا فقد من وجد الله وماذا وجد من فقد الله ).
وأيضاً لابد لنا من المقايسة بين الحسنات والسيئات . بمعنى لابد أن تعرف أخي الفاضل مَن مِن الحسنات أو السيئات سترجح بمعنى هل حسناتك أكثر ام سيئاتك .
ولا بد لك من التمييز بين النعمة والفتنة . بمعنى لابد لك أن تتعرف على النعمة التي بين يديك هل هي نعمة أم فتنة .يعني إذا كانت تقربك من الله زلفا فهي نعمة وإذا كانت تبعدك عن الله فهي المنحة في ثوب الفتنة . فأحزر يرحمك الله .ويجب أن لا تغتر ولا تعجب بنفسك .
ويجب أن تقييس بين الإخلاص والرياء .
أحبتي في الله أريد أن انبهكم إلى شيء من رأى في إخلاصه الإخلاص فإخلاصه يحتاج إلى إخلاص .
يعني مهما عملت وفعلت لا ترى أنك كدا اخلصت لا ؟؟ إنتبه !! هنا مدخل للشيطان فأحذر أن يلبس عليك الحقيقة ويوقعك في شباكه .وفي الختام لا يسعني أحبتي في الله إلا ان اقول لكم هلموا إلى محاسبة النفس لترتقي إلى النفس المطمئنة وعليكم بالدعاء لتنالوا توفيق الله تبارك وتعالى .
ألقالكم على خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .[b]