تعلمي حبـــه يــا بنتـــي

بســـم الله الرحمن الرحيـــم
نعــــــــــــــم ،،
تعلّمـــــــــــي حبــــــــــــــــــه صلى الله عليه وسلم
أحبــــــــــــــــي رســــول اللـــه صلى الله عليه وسلم
عزيزتي ،، إن القلم يعجز أن يسطر مواطن العظمة في رسول الله
فشخصيته ليست تلك الشخصية التي إن تتبعنا لناحية منها تظهر العظمة فيها فقط
بــل إن شخصيته جاذبة لكل ما يتصوره الإنسان من أنواع العظمة
فلو بهرتك مثلاً شخصية من السلف الصالح وحاولت مقارنة نواحي العظمة فيها
بعظمة الرسول لوجدت أنها في رسول الله أظهر بمرات ومرات
فما عدل عمر ولا حياء عثمان ولا بطولة خالد بشيء أمام رسول الله
فكلهم تتلمذوا على يديه واستقوا العظمة من شخصيته وخلقه فقد كان خلقه القرآن
وكفى بالقرآن أن يكون خلقاً
******************************************
هو حبيب الله وهو حبيب كل من أحب الله ، فإيماننا لا يكمل إلاّ
بلا إله إلاّ الله محمد رسول الله نقولها بشقيها
وإيماننا لا يكمل إلاّ إذا أحببنا رسول الله أكثر من المال والولد والنفس
هذا رسول الله الذي يجب أن نحبه

*لكن الســــؤال :*
كيـــــف نحبــــــــــه ؟؟
حبيبتــــي ،، قلمي عاجز عن أن يوضح لك مواطن الحب في شخصية رسول الله
فسيرته كبيرة وعظيمة وتحتاج منّا أن نتزوّد بصحبة رسول الله في كل عمل
نقوم به ويتم ذلك عندما نتزوّد بسيرته ، نتزوّد منها كل يوم بل كل ساعة
لا بل كل دقيقة من عمرنا ،،
فهو رحمة للعالمين
وهو شاهد ومبشر ونذير
وداع إلى الله بإذنه وسراج منير
وغيرها من الأمور التي أريدك أن تبحثي عنها وإلى أن نتدارسها في كل وقت
نريد فيه إزالة هموم النفس والقرب من الجنة فطريق الجنة طريق هداية
******************************************
القرآن الكريم أول المصادر وأصدقها في معرفة شخصية رسول الله صلى الله عليه وسيلم
ويلي القرآن كتب السنة ففيها تجدين أصحابه رضوان الله عليهم الذين أحبوه وسجلوا
لنا حياته
فكتبوا عن خَلْقه ~~ وكتبوا عن خاتم النبوة ~~ وكتبوا عن شَعْرِه كيف
كان يرجله ( يمشطه ) ~~ وكتبوا في كحله ولباسه ~~ كما أنهم كتبوا في
خفه ونعله ~~ وفي جلسته ومتكئه ~~ وكتبوا في صفة أكله وفي أنواع ما
أكل وشرب ~~ كتبوا في نومه وعبادته ~~ وكتبوا في خُلقه
فبينوا تواضعه وحياءه ، ورأفته ورحمته ..
فقد دوّن من أحبوه سيرته من حياته إلى مماته عملوا كل هذا لأنهم أحبــوه
وأرادوا أن يقتدوا به
******************************************
ومحبته بلا شك هــي تنفيذ لأمر الله ، اسمعي إلى قول الله تعالى مخاطباً رسوله
لكي يبلغ هذه الأمة ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم
وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب
إليكم من الله ورسوله وجهادٍ في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره
والله لا يهدي القوم الفاسقين )
فلذلك ترين صحابته أحبوه أكثر من الآباء والأبناء والأزواج والإخوان والعشيرة
أحبوه أكثر من الأموال والمساكن لأنهم علموا أن كانت هذه الأمور أحب
من الله ورسوله وجهاد في سبيله حُرِموا الهداية.
******************************************
تحدث جابر بن أبي سمرة رضي الله عنه أنه رأى رسول الله في ليلة
مضيئة مقمرة وعليه حلة حمراء ، فجعل ينظر إليه وإلى القمر
فرأى رسول الله أحسن من القمر .
وقد كان أبيض كأنما صيغ من فضة ، وقد كان مليحاً ليس بالجسيم
ولا النحيف وليس بالمفرط في الطول ولا القصر . وقد كان يطيل شعره إلى أنصاف
أذنيه ، وكان شديد الحيــاء والتواضع ، وكان إذا كره شيئاً عُرف ذلك من وجهه
وكان يحلب شاته ويخدم نفسه فالتواضع سمة من سماته ملتصق
بشخصيته الكريمة وقد كان يقول : ما تواضع أحد لله إلاّ رفعه الله .
كان من أحسن الناس خلقاً ، وكان كفه ألين من الخز والحرير
وعَرَقـه أطيب من المسك
ولم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا يجزئ السيئة بالسيئة
كان يعفو ويصفح
كان لا ينتصر لنفسه بل لله سبحانه فإذا انتهكت محارم الله رأيته أكثر الناس غضباً
ما خُيّر بين أمرين إلاّ اختار أيسرهما
كان أجود الناس بالخير وكان يقبل الهدية ويثيب عليها
******************************************
أيتها العزيزة ،، كانت هذه لمحة عن خَلقه وخُلقه وهي قطرة من بحر
لأن كل خلق طيب كان له منه الحظ الأوفر وكان يحب كل ملتزم بالخلق الفاضل
واعلمـــي أن أحب الناس إلى رسول الله وأقربهم منه مجلساً يوم القيامة
هــم أصحاب الأخلاق الحسنة
وإن أبغضهم إليه وأبعدهم منه يوم القيامة ثلاثة هم :
الثرثارون / أي كثيروا الحديث في غير المفيد
والمتشدقون / وهم الذين يتطاولون على الناس في الكلام لإظهار أنفسهم
والمتفيقهون / وهم المتكبرون
فإذا أردتِ أن تكوني ممن يحبهم رسول الله فأقبلي على مكارم
الأخلاق وابتعدي عن رديئها وهذا يحتاج إلى صبر .
******************************************
حبيبتــــــــي ،، إن أردتِ أن تتعلمي الأخلاق فادرسي سيرة رسولك
فهو من وصفه خالقه أنه على خلق عظيم
فمنه تتعلمي ما تريدي من العدل و التواضع والحلم والعفاف والسخاء
وطرق التعامل مع الناس فقد كان كان يقبل الهدية ولو كانت جرعة لبن أو
فخذ أرنب وكان يكافيء عليها
كان يعود المرضى في أقصى المدينة ، يحب الطيب ويكره الريح الرديئة
يجالس الفقراء ويؤاكل المساكين ، يصل ذوي رحمه، ويقبل المعذرة
هـــــذا رســـول الله أيتها الحبيبة انظري إليه يمزح ولا يقول إلاّ حقاً
ويضحك في غير قهقهة ، ويسابق أهله على الأقدام
له عبيد وإيماء لا يتفضل عليهم في مأكل ولا مشرب ولا ملبس
انظري إلى سيرته وانظري إلى أحوالنا مع خدمنا ، فما أحوجنا أن نتعلم
منه الكثير والكثير .
******************************************
هذا رسول الله الذي اصطفاه الله ، وأنا أكرر عليك أن تتعلمي حبه لأنك لو
أحببتيه اتبعتيه ولو اتبعتيه أحبك الله وإذا أحب الله عبداً نادى
الله جبريل أني أحب فلان فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له
القبول في الأرض أي يصبح أهل الأرض يحبونه.
فهل تنشدين السعادة أيتها الحبيبــة وهل تنشدين الطمأنينة والعزة
وهل تنشدين خير الدنيا والآخرة إن أردت ذلك فتعلمي
حــــــــــــــــب رســـــــــــــول اللــــــــــــــــه
صلى الله عليه وسلم