الشهادة في سبيل الله مطلب الجيل

الشهادة في سبيل الله مطلب الجيل

يقول المجاهد المسلم:

أيا رب لا تجعل وفاتي إذا أتت على شرجع يعلو بلين المطارف

(1) (1)

ولكن شهيداً ثاوياً في عصابة يصابون في فج من الأرض خائف

إذا فارقوا دنياهمو فارقوا الأذى وصاروا إلى موعود ما في الصحائف

هذه نعمة المسلم دائماً، طلب الشهادة في سبيل الله، إذ هناك عهد قديم نزل من السماء مع جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم، ونص المعاهدة: ((إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ)) الآية، فالشهداء هم الذين أقاموا المنهج من أجل إعلاء كلمة الله تعالى.
يقولون: (شهيد الفن)! وهل للفن شهيد؟
و (شهيد الرياضة)! وهل للرياضة شهيد؟

لشتان ما بين اليزيدين في الندى يزيد سليم والأغر بن حاتم

فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله وهم الفتى القيسي جمع الدراهم

فلا يحسب التمتام أني هجوته ولكنني فضلت أهل المكارم

(1)
حفظ التاريخ أسماء لامعة في عالم الشهادة وهم طليعة الصحوة، أنس بن النضر وعلى جبينه: [إني لأجد ريح الجنة من دون أحد] (1) ، وجعفر الطيار وفي فمه: [يا حبذا الجنة واقترابها] (1)
وخبيب بن عدي وهو ينشد:

ولست أبالي حين أقتل مسلماً على أي جنب كان في الله مصرعي

(1)
والذي ينظر إلى حال العالم الإسلامي اليوم وتقهقره وانحساره يدرك أن من أعظم الأسباب موت الروح الجهادية، الروح التي تطلب الموت في سبيل الله عز وجل، يقول المتنبي لـسيف الدولة :

أتاني رسولك مستعجلاً فلباه شعري الذي أذخر

ولو كان يوم وغى قاتماً للباه سيفي الأشقر

أصرف نفسي كما أشتهي وأملكها والقنا أحمر

كتب أبو بكر لـخالد بن الوليد : [اطلب الموت توهب لك الحياة]، والله عز وجل يقول: ((أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ)).
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك) (1) .
قال أبو الطيب :

أرى كلنا يبغي الحياة بسعيه حريصاً عليها مستهاماً بها حباً

فحب الجبان العيش أورده الردى وحب الشجاع الحرب أورده الحربا

وفي مثل غربي يقول: (الإنسان لا يموت إلا مرة واحدة):

إذا لم يكن من الموت بد فمن العجز أن تموت جبانا

لماذا يقتل البلشفي في أفغانستان تحت الدبابة على عقيدة استالين غير هارب؟
لماذا يقدم اليهودي نفسه فيذبح من أجل مبادئه؟
لماذا يموت أرباب الشهوات شجعاناً من أجل شهواتهم؟
والجميع أحقر وأخسر وأصغر من المسلم:
((إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ)).
أليس من الحكمة والواجب المفروض أن نربي جيلنا على حب القتال في سبيل الله عز وجل ليكونوا أعزة باسلين، لقد اقترف التصوف خطيئة يوم حذف باب الجهاد من دروسه:

كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جر الذيول

كان صلى الله عليه وسلم يعلن الحرب على الكفار من على المنبر، ويعقد الألوية من المسجد، فبلغ السيف آذاناً لم تصغ لهمس القلم، ((فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ)).