8 مارس وكذبة تحرير المرأة
بقلم:ريما
وسط المشاكل الإجتماعية والإقتصادية والسياسية...التي تتخبط فيها جل مجتماعتنا العربية بشكل خاص،تطل علينا بين الفينة والأخرى كذبة من كذبات ،التي تكون بمثابة مسكنات من الحكومات لشعوبها التي تحتضر،فمرة نسمع عن كذبة"محاربة الفقر والتهميش" ومرة عن كذبة"رفع مستوى الأجور والمعيشة"ومرة عن كذبة"انتخابات حرة نزيهة وديمقراطية"ومرة عن كذبة"تخفيض الأسعار"ومرة عن كذبة"تحرير المرأة"...وتتوالى الكذبات والمسكنات التي توهمنا أننا بخير وأن شعوبنا في طريق التقدم والتغيير، وتصل المسكنات لذروتها حين نسمع أن العالم ونحن معه نحتفل بعيد الحب،وعيد الشجرة،وعيد العمال،وعيد الطفل،عيد المعاقين،عيد مرضى القلب،عيد السكان،عيد الموسيقى،عيد الحيوان، عيد البريد،عيد الأم..... ولعل من أهل هذه الكذبات والمسكنات،مايسمى باليوم العالمي للمرأة في ثامن من مارس من كل سنة.
ودون الدخول في مناقشة سبب اختيار هذا اليوم بالذات،ومدى ارتباطه بعيد الفوريل اليهودي أو بالفكر الراديكالي وتاريخ ثورة العاملات ضد أوضاعهن المهمشة،ودون الخوض كذلك في مدى شرعية الإحتفال بهكذا أعياد، فلنحاول فقط الوقوف على الأمجاد التي حققتها المرأة فعلا في ساحة نضالها،والتي يتغنى بها العالم أجمع خصوصا في يوم عيدها.
ولعل أكثر شيء يتبجح به العالم في هذا اليوم هوخروج المرأة للشغل واكـتـســـاحها كــل المجالات دون مراعاة لطبيعتها،وتحررها من كل مايعتبرونه تقليدي، سواء تعلق الأمر بالزي أوالخلق أو بطريقة التعامل مع الرجل...
صحيح أننا في وقت ما كنا قد تحمسنا لخروج المرأة للشغل وغزوها كل الجالات فرأيناها وزيرة وقاضية ومديرة ومحامية وأستاذة....،وأعجبنا بإمرأة شابة تعمل كشرطية على الطريق، أو جندية تحمل السلاح،بل ورأينا امرأة في هيأة رجل تراقب السيارات في موقف السيارات...ووجدنا في هذا الأمر قوة إرادة وتحد ممن فعلن ذلك،فإن الأمر خرج عن إطار التسلية عندما أصبحنا نرى امرأة أخرى عجوز تبحث في القمامة،أو تجوب الشوارع تجر عربتها الثقيلة لتؤمن رغيف خبزها.
إن عمل المرأة خرج حاليا عن نطاق التسلية وإثبات الذات وإبراز قوة الشخصية،فبعد أن تختار المرأة الوظيفة للتسلية أو للتحدي أو لتبث للناس أنه لا فرق بينها وبين الرجل في الذكاء والعطاء،وتنافس الرجل في وظيفة وتتساوى معه في الأجر أو حتى تسلبه وظيفة بأجر اقل لتنفق ما تقبضه على الزينة والتبرج والترف بينما يكون الرجل الذي نافسته مسؤولا عن أسرة، مع الوقت تجد أن هذه الوظيفة التي كانت تتسلى بها تأخد كل وقتها واهتمامها،فلا حياة إجتماعية ولا أصدقاء، فهي تعود من العمل متعبة فتنام كالقتيل،وهو أمر يزعجها كثيرا لكن لابديل لها،فهي قد تعودت أن تجد المال بين يديها،وكذلك لا تستطيع أن تعيش الفراغ في المنزل تنتظر فارس الأحلام الذي قد يتأخر في المجيء،أو حتى لايجيء،أما إن جاء فإنه يجيء بشروط، ففيما كان هو الذي يأتي على حصان أبيض لينقد المرأة من وضعها الأسري، اختلف الوضع اليوم فأصبحت المرأة هي التي تأتي على حصان أبيض لتقدم للرجل حلولا لمشاكله المادية، فيعملان معا، لكي يتحول عمل المرأة من تطــــــوع إلى واجــــــــب.
وفي يوم الإحتفال هذا ،لابد وأن نسمع كذلك من أنصاره بالتحرر الذي حققته المرأة ضد العادات والتقاليد والقيم، فمارست الإختلاط كما يحلو لها،وتبرجت وتعرت كما يبدو لها، فعاشرت وسافرت واختلت بمن تريد وكما تريد.
لكن لا أحد يستطيع أن ينكر أنها بهذا الإختلاط تحت ستار الحرية، هدمت كيان الأسرة الدافئ،وأصبحت سلعة مستهلكة تطالها كل الأعين ،وتلمسها كل الأيادي،وتطمع فيها كل الأنفس، واختفى وسط كل ذلك الحياء والعفة...حتى أصبحت الغالبية مقتنعة أن العري تحرر،والاختلاط ضرورة مجتمعية، والعلاقات مع الجنس الآخر حتمية يفرضها منطق الحياة، ونوع من تراكم الخبرات والتجارب،ونسينا أو تناسينا أن الشرف والأخلاق لايصلح عليها التجارب فهي شيء يكون أو لا يكون.
ولا أحد ينكر كذلك أنها بالتبرج والتفنن في العري،أصبحت بضاعة في سوق النخاسة بدور عرض الأزياء أو بالأحرى دور خلع الأزياء،وواجهة للإغراء على الشاشات وفي الشوارع وعلى جميع البضائع والسلع والمنتجات حتى أصبحت العنصر المهم في الدعاية التجارية وكذا الجنسية بامتياز،وانتشر العنف الجسدي والنفسي العاطفي والجنسي ،وانتشرت معه قيم التفسخ والميوعة،وارتفعت نسبة الطلاق بشكل مخيف،وانتشر التفكك الأسري والإغتصاب والإجهاض،وظاهرة الأمهات العازبات وأطفال الشوارع.
إن التحرر لا يعني الرذيلة ، ولايعني إعادة النظر في الحجاب وفي عمل المرأة وفي تعدد الزوجات وفي الطلاق، كما حاول أن يوهمنا رائد كذبة تحرير المرأة في العالم العربي "قاسم أمين" في كتابه {المرأة الجديدة}وكل من سار في نهجه لحد الأن ، بل التحرر له صلة بالمبادئ الإنسانية، و فيها تتساوى المرأة مع الرجل بما تملك من قدرات،ولكنها مساواة تكاملية ودية وليست مساواة تماثلية تصادمية، وأنا مقتنعة أن المرأة المسلمة الملتزمة بدينها فعلا، هي إمرأة متحررة متمتعة بحريتها جيدا، ومكرمة من جميع النواحي وفي جميع مراحل عمرها ،ولا تحتاج لدعاة إفساد المرأة لتحريرها.
بقلم:ريما
وسط المشاكل الإجتماعية والإقتصادية والسياسية...التي تتخبط فيها جل مجتماعتنا العربية بشكل خاص،تطل علينا بين الفينة والأخرى كذبة من كذبات ،التي تكون بمثابة مسكنات من الحكومات لشعوبها التي تحتضر،فمرة نسمع عن كذبة"محاربة الفقر والتهميش" ومرة عن كذبة"رفع مستوى الأجور والمعيشة"ومرة عن كذبة"انتخابات حرة نزيهة وديمقراطية"ومرة عن كذبة"تخفيض الأسعار"ومرة عن كذبة"تحرير المرأة"...وتتوالى الكذبات والمسكنات التي توهمنا أننا بخير وأن شعوبنا في طريق التقدم والتغيير، وتصل المسكنات لذروتها حين نسمع أن العالم ونحن معه نحتفل بعيد الحب،وعيد الشجرة،وعيد العمال،وعيد الطفل،عيد المعاقين،عيد مرضى القلب،عيد السكان،عيد الموسيقى،عيد الحيوان، عيد البريد،عيد الأم..... ولعل من أهل هذه الكذبات والمسكنات،مايسمى باليوم العالمي للمرأة في ثامن من مارس من كل سنة.
ودون الدخول في مناقشة سبب اختيار هذا اليوم بالذات،ومدى ارتباطه بعيد الفوريل اليهودي أو بالفكر الراديكالي وتاريخ ثورة العاملات ضد أوضاعهن المهمشة،ودون الخوض كذلك في مدى شرعية الإحتفال بهكذا أعياد، فلنحاول فقط الوقوف على الأمجاد التي حققتها المرأة فعلا في ساحة نضالها،والتي يتغنى بها العالم أجمع خصوصا في يوم عيدها.
ولعل أكثر شيء يتبجح به العالم في هذا اليوم هوخروج المرأة للشغل واكـتـســـاحها كــل المجالات دون مراعاة لطبيعتها،وتحررها من كل مايعتبرونه تقليدي، سواء تعلق الأمر بالزي أوالخلق أو بطريقة التعامل مع الرجل...
صحيح أننا في وقت ما كنا قد تحمسنا لخروج المرأة للشغل وغزوها كل الجالات فرأيناها وزيرة وقاضية ومديرة ومحامية وأستاذة....،وأعجبنا بإمرأة شابة تعمل كشرطية على الطريق، أو جندية تحمل السلاح،بل ورأينا امرأة في هيأة رجل تراقب السيارات في موقف السيارات...ووجدنا في هذا الأمر قوة إرادة وتحد ممن فعلن ذلك،فإن الأمر خرج عن إطار التسلية عندما أصبحنا نرى امرأة أخرى عجوز تبحث في القمامة،أو تجوب الشوارع تجر عربتها الثقيلة لتؤمن رغيف خبزها.
إن عمل المرأة خرج حاليا عن نطاق التسلية وإثبات الذات وإبراز قوة الشخصية،فبعد أن تختار المرأة الوظيفة للتسلية أو للتحدي أو لتبث للناس أنه لا فرق بينها وبين الرجل في الذكاء والعطاء،وتنافس الرجل في وظيفة وتتساوى معه في الأجر أو حتى تسلبه وظيفة بأجر اقل لتنفق ما تقبضه على الزينة والتبرج والترف بينما يكون الرجل الذي نافسته مسؤولا عن أسرة، مع الوقت تجد أن هذه الوظيفة التي كانت تتسلى بها تأخد كل وقتها واهتمامها،فلا حياة إجتماعية ولا أصدقاء، فهي تعود من العمل متعبة فتنام كالقتيل،وهو أمر يزعجها كثيرا لكن لابديل لها،فهي قد تعودت أن تجد المال بين يديها،وكذلك لا تستطيع أن تعيش الفراغ في المنزل تنتظر فارس الأحلام الذي قد يتأخر في المجيء،أو حتى لايجيء،أما إن جاء فإنه يجيء بشروط، ففيما كان هو الذي يأتي على حصان أبيض لينقد المرأة من وضعها الأسري، اختلف الوضع اليوم فأصبحت المرأة هي التي تأتي على حصان أبيض لتقدم للرجل حلولا لمشاكله المادية، فيعملان معا، لكي يتحول عمل المرأة من تطــــــوع إلى واجــــــــب.
وفي يوم الإحتفال هذا ،لابد وأن نسمع كذلك من أنصاره بالتحرر الذي حققته المرأة ضد العادات والتقاليد والقيم، فمارست الإختلاط كما يحلو لها،وتبرجت وتعرت كما يبدو لها، فعاشرت وسافرت واختلت بمن تريد وكما تريد.
لكن لا أحد يستطيع أن ينكر أنها بهذا الإختلاط تحت ستار الحرية، هدمت كيان الأسرة الدافئ،وأصبحت سلعة مستهلكة تطالها كل الأعين ،وتلمسها كل الأيادي،وتطمع فيها كل الأنفس، واختفى وسط كل ذلك الحياء والعفة...حتى أصبحت الغالبية مقتنعة أن العري تحرر،والاختلاط ضرورة مجتمعية، والعلاقات مع الجنس الآخر حتمية يفرضها منطق الحياة، ونوع من تراكم الخبرات والتجارب،ونسينا أو تناسينا أن الشرف والأخلاق لايصلح عليها التجارب فهي شيء يكون أو لا يكون.
ولا أحد ينكر كذلك أنها بالتبرج والتفنن في العري،أصبحت بضاعة في سوق النخاسة بدور عرض الأزياء أو بالأحرى دور خلع الأزياء،وواجهة للإغراء على الشاشات وفي الشوارع وعلى جميع البضائع والسلع والمنتجات حتى أصبحت العنصر المهم في الدعاية التجارية وكذا الجنسية بامتياز،وانتشر العنف الجسدي والنفسي العاطفي والجنسي ،وانتشرت معه قيم التفسخ والميوعة،وارتفعت نسبة الطلاق بشكل مخيف،وانتشر التفكك الأسري والإغتصاب والإجهاض،وظاهرة الأمهات العازبات وأطفال الشوارع.
إن التحرر لا يعني الرذيلة ، ولايعني إعادة النظر في الحجاب وفي عمل المرأة وفي تعدد الزوجات وفي الطلاق، كما حاول أن يوهمنا رائد كذبة تحرير المرأة في العالم العربي "قاسم أمين" في كتابه {المرأة الجديدة}وكل من سار في نهجه لحد الأن ، بل التحرر له صلة بالمبادئ الإنسانية، و فيها تتساوى المرأة مع الرجل بما تملك من قدرات،ولكنها مساواة تكاملية ودية وليست مساواة تماثلية تصادمية، وأنا مقتنعة أن المرأة المسلمة الملتزمة بدينها فعلا، هي إمرأة متحررة متمتعة بحريتها جيدا، ومكرمة من جميع النواحي وفي جميع مراحل عمرها ،ولا تحتاج لدعاة إفساد المرأة لتحريرها.
الثلاثاء أغسطس 27, 2013 10:10 am من طرف سوس
» طريقه وضع توقيع فلاش
الجمعة يوليو 05, 2013 11:57 am من طرف fidou
» صيام ثلاثة أيام= صيام السنة كلها
الجمعة يوليو 05, 2013 10:56 am من طرف fidou
» ولا ذبابة.. !
الجمعة يوليو 05, 2013 10:52 am من طرف fidou
» يستحق الحب .. إنه نبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم
الجمعة يوليو 05, 2013 10:51 am من طرف fidou
» محفظ ٌ قرآن معتمد أونلاين
الجمعة يوليو 05, 2013 10:47 am من طرف fidou
» فضائل شهر رمضان
الجمعة يوليو 05, 2013 10:26 am من طرف fidou
» هل تريد النصر؟
الإثنين سبتمبر 10, 2012 8:40 pm من طرف أم محمود
» إجازة معتمده فى القراءات العشر عبر النت
الجمعة يونيو 29, 2012 12:03 am من طرف إجازه معتمده اونلاين
» اسرع إجازة عبر الإنترنت فى شهر متصلة السند بالرسول
الخميس يونيو 28, 2012 11:40 pm من طرف إجازه معتمده اونلاين
» منتديات دروبي عالمي الأسلأمي الدعوية اريد ان ادعوكم للمنتدايhttp://rfiaaildilrarb.7olm.org/
الإثنين يونيو 25, 2012 3:29 am من طرف ناصر السنة
» .~* وَسَقَطَت وَرِقه مَن شَجَرَة الْعُمُر *~.
الثلاثاء يونيو 19, 2012 10:09 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» !الأب مشغول..والأم فى الأسواق!
الثلاثاء يونيو 19, 2012 9:53 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» ...حب دينك سبب ثباتك عليه...
الثلاثاء يونيو 19, 2012 9:28 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» حاسـوبي الأفضـل بين الحواسيب
الثلاثاء يونيو 19, 2012 9:03 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» ! رساله الى أصحاب الوجوه العابسه !
الثلاثاء يونيو 19, 2012 8:52 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» صيام الأيام البيض لشهر رجب 1433
الجمعة يونيو 01, 2012 3:16 pm من طرف انور ابو البصل
» صيام الأيام البيض لشهر جمادى الاخرة 1433
الخميس مايو 03, 2012 3:49 am من طرف انور ابو البصل
» صيام الأيام البيض لهذا الشهر ربيع الثاني 1433
الإثنين مارس 05, 2012 3:20 pm من طرف انور ابو البصل
» صيام الأيام البيض لشهر ربيع الأول 1433
السبت فبراير 04, 2012 2:16 pm من طرف انور ابو البصل
» حلول قساوة القلوب
السبت يناير 28, 2012 1:29 pm من طرف انور ابو البصل
» لمن يريد دعوة شخص أجنبي للإسلام
السبت يناير 28, 2012 1:56 am من طرف الكعبة روحى
» علاج السرحان في الصلاة
السبت يناير 14, 2012 7:08 pm من طرف wegdan
» اسماء وصفات الله عز وجل
الخميس يناير 12, 2012 3:30 pm من طرف ا.عمرو
» اجعل الله همك يكفك ما اهمك
الخميس يناير 12, 2012 1:49 pm من طرف wegdan
» روائع الكلام
الخميس يناير 12, 2012 12:18 am من طرف ا.عمرو
» العبرة بالنهاية
الأربعاء يناير 11, 2012 7:06 pm من طرف ابومحمودعماد محمود
» مخطط جورج سوروس الذي يدافع عنه البرادعي لاختطاف الثورة المصرية
السبت يناير 07, 2012 9:27 am من طرف ا.عمرو