مفهوم الرياء أو السمعة :
هو إطلاع المسلم الناسَ على ما يصدر منه من الصالحات؛ طلبًا للمنزلة، والمكانة عندهم، أو طمعًا في دنياهم، فإن وقعت أمامهم ورآها فذلك هو الرياء، وإن لم تقع أمامهم لكنه حدثهم بها فتلك هي السمعة.[فتح الباري لابن حجر [11/336] بتصرف]
قال تعالى: }يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ ... [264]{ [سورة البقرة] ويقول صلى الله عليه وسلم: 'مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ' رواه البخاري ومسلم.
أسباب الرياء أو السمعة:
1- النشأة الأولى:إذ قد ينشأ في أحضان بيت دأبه وديدنه الرياء أو السمعة، فما يكون منه إلا التقليد والمحاكاة، وبمرور الزمن تتأصل هذه الآفة في نفسه، وتصبح وكأنما هي جزء لايتجزأ من شخصيته .
2- الصحبة أو الرفقة السيئة: فقد تحتويه صحبة سيئة، لا همّ لها إلا الرياء أو السمعة، فيقلدهم لاسيما إذا كان ضعيف الشخصية، شديد التأثر بغيره، وبتوالي الأيام يتمكن هذا الداء من نفسه .
3- عدم المعرفة الحقيقية بالله عز وجل:إذ إن الجهل بالله، أو نقصان المعرفة به؛ يؤدي إلى الظن بأن العباد يملكون شيئاً من الضر أو النفع، فيحرص على مراءاتهم في كل مايصدر عنه من الصالحات؛ ليمنحوه شيئا مما يتصور أنهم مالكوه .
4- الرغبة في الصدارة أو المنصب:فيدفعه ذلك إلى الرياء أو السمعة، حتى يثق به من بيدهم الأمر؛ فيجعلوه في الصدارة أو يبوئوه المنصب .
5- الطمع فيما في أيدي الناس: فيحمله ذلك على الرياء أو السمعة؛ ليثق به الناس، وترق قلوبهم له؛ فيعطونه مايملأ جيبه ويشبع بطنه، وفي قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 'مَنْ غَزَا وَهُوَ لَا يُرِيدُ إِلَّا عِقَالًا فَلَهُ مَا نَوَى'رواه النسائي والدارمي وأحمد. وفي سؤال الأعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم:الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ: ' مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ' رواه البخاري ومسلم وأبوداود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد . ما يشير إلى هذا السبب.
6- إشباع غريزة حب المحمدة أو الثناء من الناس:فهذا قد يدعوه إلى الرياء أو السمعة، حتى يكون حديث كل لسان، وذكر كل مجلس، فتنتفش نفسه وتنتفخ بذلك، وإلى هذا السبب يشيرالحديث السابق:' وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ '
7- شدة ذوي المسئولية في المحاسبة: فيحاول ستر ضعفه وفتوره بالرياء، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: 'إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ' رواه مسلم.
8- إظهار الآخرين إعجابهم به وبما يصدر عنه من أعمال.
9- الخوف من قالة الناس لاسيَّما الأقران:ولهذا ذم الله من يخشى الناس، ولا يخشى الله بقوله: }يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا[108] {[سورة النساء] .
10- الجهل أو الغفلة عن العواقب، أو الآثار الناجمة عن الرياء والسمعة: يقول الله تعالى:}وَمِنَ النَّاسِ مَن يُّعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِه وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامُ [204] وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادُ[205]{ [سورة البقرة].
سمات أو علامات الرياء أو السمعة:
1- ينشط في العمل ويضاعف الجهد عند المدح، ويكسل ويقصر عند الذم.
2- ينشط في العمل، ويضاعف الجهد مع الناس، ويكسل ويقصر عند التفرد، والبعد عن الناس: وأشار إلى هاتين الصفتين علي رضي الله عنه بقوله:'للمرائي علامات: يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان في الناس، ويزيد في العمل إذا أثني عليه، وينقص إذا ذم'.
3- الحفاظ على محارم الله ورعايتها إذا كان مع الناس، وانتهاكها عند التفرد: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ' لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا'رواه ابن ماجه وهو في صحيح الجامع الصغير .
آثار الرياء والسمعة:
آثار الرياء على العاملين:
1- الحرمان من الهداية والتوفيق: فقد مضت سنة الله أنه لا يمنحهما إلا لمن علم منه الإخلاص، وصدق التوجه إليه، يقول الله تعالى: }وَيَهدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ[27]{ [سورة الرعد] ويقول تعالى:}وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُّنِيبُ[13] {[سورة الشورى] وقال تعالى:} فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ[5]{ [سورة الصف].
2- الضيق أو الاضطراب النفسي: فالمرائي إنما فعل مافعل؛ طلبا لمرضاة الناس، وطمعا فيما بأيدهم، وقد يحول قضاء الله دون تحقيقه ذلك، وحينئذ يعتريه الضيق، فلا هو بالذي ظفر برضا الله، ولا هو بالذي حصّل ماكان يؤمله ويرجوه من الناس، قال تعالى:}وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا[124]{ [سورة طه] ويقول تعالى:}وَمَن يُّعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكُ عَذَابًا صَعَدًا[17]{ [سورة الجن].
3- نزع الهيبة من قلوب الناس: يقول الله تعالى:}وَمَن يُّهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمْ[18]{ [سورة الحج] ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:'من خلصت نيته كفاه الله تعالى ما بينه وبين الناس' .
4- الإعراض من الناس وعدم التأثر: ويتضح ذلك من هذه القصة: لما ولي عمر بن هبيرة العراق أرسل إلى الحسن وإلى الشعبي، فأمر لهما ببيت وكانا فيه شهرا أو نحوه، ثم إن الخصي غدا عليهما ذات يوم فقال: إن الأمير داخل عليكما، فجاء عمر يتوكأ على عصا، ثم جلس مفطما لهما، فقال: إن أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك يكتب إلى كتباً أعرف أن في إنفاذها الهلكة، فإن أطعته؛ عصيت الله، وإن عصيته؛ أطعت الله، فهل تريا لي في متابعتي إياه فرجاً ؟ فقال الحسن: يا أبا عمرو أجب الأمير، فتكلم الشعبي، فانحط في حبل بن هبيرة، قال: ما تقول أنت يا أبا سعيد؟ فقال: أيها الأمير قد قال الشعبي ما قد سمعت، قال: ما تقول أنت؟ قال: أقول يا عمر بن هبيرة: يوشك أن ينزل بك ملك من ملائكة الله، فظ غليظ، لا يعصي الله ما أمره، فيخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك، يا عمر بن هبيرة إن تتق الله؛ يعصمك من يزيد بن عبد الملك، ولن يعصمك يزيد بن عبد الملك من الله، يا عمر بن هبيرة:لا تأمن أن ينظر الله إليك على أقبح ما تعمل في طاعة يزيد بن عبد الملك نظرة مقت، فيغلق بها باب المغفرة دونك، يا عمر بن هبيرة: لقد أدركت ناساً من صدر هذه الأمة كانوا والله عن الدنيا وهي مقبلة أشد إدباراً من إقبالكم عليها وهي مدبرة، يا عمر بن هبيرة: إني أخوفك مقاماً خوفك الله تعالى، فقال:} ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ[14]{[سورة إبراهيم] يا عمر بن هبيرة: إن تك مع الله في طاعته؛ كفاك بائقة يزيد بن عبد الملك، وإن تك مع يزيد بن عبد الملك على معاصي الله؛ وكلك الله إليه، فبكى عمر، وقام بعبرته، فلما كان من الغد أرسل إليهما بإذنهما، وجوائزهما، فأكثر منها للحسن، وكان في جائزة الشعبي بعض الإقتار، فخرج الشعبي إلى المسجد، فقال: يا أيها الناس من استطاع منكم أن يؤثر الله على خلقه، فليفعل، فوالذي نفسي بيده ما علم منه الحسن شيئا، فجهلته، ولكن أردت وجه ابن هبيرة؛ فأقصاني الله منه.
5- عدم إتقان العمل: يقول الله تعالى عن المنافقين:]وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُون النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً[142][ [سورة النساء].
6- الفضيحة في الدنيا وعلى رؤوس الأشهاد يوم القيامة: يقول النبي صلى الله عليه وسلم:'مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ'رواه البخاري ومسلم .
7- الوقوع في غوائل الإعجاب بالنفس، ثم الغرور، ثم التكبر.
8- بطلان العمل: عَنْ أَبِي سَعْدِ بْنِ أَبِي فَضَالَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:' إِذَا جَمَعَ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ نَادَى مُنَادٍ مَنْ كَانَ أَشْرَكَ فِي عَمَلٍ عَمِلَهُ لِلَّهِ أَحَدًا فَلْيَطْلُبْ ثَوَابَهُ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ'رواه ابن ماجه والترمذي .
9- العذاب الشديد في الآخرة، ولهذا العذاب صور منها:
أول من تسعر به النار:فَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ لَهُ نَاتِلُ أَهْلِ الشَّامِ: أَيُّهَا الشَّيْخُ حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:'إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ' رواه مسلم والترمذي والنسائي وأحمد .
يلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه، فيدور عليها: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ فَيَدُورُ بِهَا كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِالرَّحَى فَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَهْلُ النَّارِ فَيَقُولُونَ يَا فُلَانُ مَا لَكَ أَلَمْ تَكُنْ تَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنْ الْمُنْكَرِ فَيَقُولُ بَلَى قَدْ كُنْتُ آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ وَأَنْهَى عَنْ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ ] رواه البخاري ومسلم وأحمد .
آثار الرياء على العمل الإسلامي:
1-طول الطريق وكثرة التكاليف:ذلك أن قوماً أخلاقهم الرياء، وصفاتهم التسميع؛ لايمكن أن يمكن لهم إلا بعد طول ابتلاء وكثرة تمحيص:قال تعالى:} مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ...[179]{ [سورة آل عمران] وقال:} أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا ءَامَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ[2]وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ[3]{[سورة العنكبوت] وقال تعالى:} أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[16]{ [سورة التوبة] .
علاج الرياء أو السمعة:
1- تذكر عواقب الرياء أو السمعة، الدنيوية والأخروية.
2- البعد عن صحبة المعروفين بالرياء، أو السمعة، ومصاحبة المخلصين.
3- معرفة الله حق المعرفة.
4- مجاهدة النفس حتى تهذب من الغرائز المعينة على هذا المرض.
5- رفق ذوي المسئولية في المحاسبة.
6- معرفة أخبار المرائين، وعقوباتهم؛ لئلا تكون العاقبة كعاقبة هؤلاء .
7- محاسبة النفس أولاً بأول؛ للوقوف على عيوبها، ثم التخلص من هذه العيوب .
8- اللجوء التام إلى الله والاستعانة به: قَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: 'أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا هَذَا الشِّرْكَ فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ' فَقَالَ لَهُ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُول:َ وَكَيْفَ نَتَّقِيهِ وَهُوَ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:'قُولُوا اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نَعْلَمُهُ وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا نَعْلَمُ' رواه أحمد.
9- دوام مطالعة النصوص المرغبة في الإخلاص، والمحذرة من الرياء .
10- التذكر بأن كل شيء بقضاء الله وقدره: وأن الخلق عاجزون عن أن يجلبوا لأنفسهم نفعاً، أو يدفعوا عنها ضراً، فضلا عن أن يملكوا ذلك لغيرهم }إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا[19]{ [سورة الجاثية] .
هو إطلاع المسلم الناسَ على ما يصدر منه من الصالحات؛ طلبًا للمنزلة، والمكانة عندهم، أو طمعًا في دنياهم، فإن وقعت أمامهم ورآها فذلك هو الرياء، وإن لم تقع أمامهم لكنه حدثهم بها فتلك هي السمعة.[فتح الباري لابن حجر [11/336] بتصرف]
قال تعالى: }يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ ... [264]{ [سورة البقرة] ويقول صلى الله عليه وسلم: 'مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ' رواه البخاري ومسلم.
أسباب الرياء أو السمعة:
1- النشأة الأولى:إذ قد ينشأ في أحضان بيت دأبه وديدنه الرياء أو السمعة، فما يكون منه إلا التقليد والمحاكاة، وبمرور الزمن تتأصل هذه الآفة في نفسه، وتصبح وكأنما هي جزء لايتجزأ من شخصيته .
2- الصحبة أو الرفقة السيئة: فقد تحتويه صحبة سيئة، لا همّ لها إلا الرياء أو السمعة، فيقلدهم لاسيما إذا كان ضعيف الشخصية، شديد التأثر بغيره، وبتوالي الأيام يتمكن هذا الداء من نفسه .
3- عدم المعرفة الحقيقية بالله عز وجل:إذ إن الجهل بالله، أو نقصان المعرفة به؛ يؤدي إلى الظن بأن العباد يملكون شيئاً من الضر أو النفع، فيحرص على مراءاتهم في كل مايصدر عنه من الصالحات؛ ليمنحوه شيئا مما يتصور أنهم مالكوه .
4- الرغبة في الصدارة أو المنصب:فيدفعه ذلك إلى الرياء أو السمعة، حتى يثق به من بيدهم الأمر؛ فيجعلوه في الصدارة أو يبوئوه المنصب .
5- الطمع فيما في أيدي الناس: فيحمله ذلك على الرياء أو السمعة؛ ليثق به الناس، وترق قلوبهم له؛ فيعطونه مايملأ جيبه ويشبع بطنه، وفي قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 'مَنْ غَزَا وَهُوَ لَا يُرِيدُ إِلَّا عِقَالًا فَلَهُ مَا نَوَى'رواه النسائي والدارمي وأحمد. وفي سؤال الأعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم:الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ: ' مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ' رواه البخاري ومسلم وأبوداود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد . ما يشير إلى هذا السبب.
6- إشباع غريزة حب المحمدة أو الثناء من الناس:فهذا قد يدعوه إلى الرياء أو السمعة، حتى يكون حديث كل لسان، وذكر كل مجلس، فتنتفش نفسه وتنتفخ بذلك، وإلى هذا السبب يشيرالحديث السابق:' وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ '
7- شدة ذوي المسئولية في المحاسبة: فيحاول ستر ضعفه وفتوره بالرياء، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: 'إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ' رواه مسلم.
8- إظهار الآخرين إعجابهم به وبما يصدر عنه من أعمال.
9- الخوف من قالة الناس لاسيَّما الأقران:ولهذا ذم الله من يخشى الناس، ولا يخشى الله بقوله: }يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا[108] {[سورة النساء] .
10- الجهل أو الغفلة عن العواقب، أو الآثار الناجمة عن الرياء والسمعة: يقول الله تعالى:}وَمِنَ النَّاسِ مَن يُّعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِه وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامُ [204] وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادُ[205]{ [سورة البقرة].
سمات أو علامات الرياء أو السمعة:
1- ينشط في العمل ويضاعف الجهد عند المدح، ويكسل ويقصر عند الذم.
2- ينشط في العمل، ويضاعف الجهد مع الناس، ويكسل ويقصر عند التفرد، والبعد عن الناس: وأشار إلى هاتين الصفتين علي رضي الله عنه بقوله:'للمرائي علامات: يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان في الناس، ويزيد في العمل إذا أثني عليه، وينقص إذا ذم'.
3- الحفاظ على محارم الله ورعايتها إذا كان مع الناس، وانتهاكها عند التفرد: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ' لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا'رواه ابن ماجه وهو في صحيح الجامع الصغير .
آثار الرياء والسمعة:
آثار الرياء على العاملين:
1- الحرمان من الهداية والتوفيق: فقد مضت سنة الله أنه لا يمنحهما إلا لمن علم منه الإخلاص، وصدق التوجه إليه، يقول الله تعالى: }وَيَهدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ[27]{ [سورة الرعد] ويقول تعالى:}وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُّنِيبُ[13] {[سورة الشورى] وقال تعالى:} فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ[5]{ [سورة الصف].
2- الضيق أو الاضطراب النفسي: فالمرائي إنما فعل مافعل؛ طلبا لمرضاة الناس، وطمعا فيما بأيدهم، وقد يحول قضاء الله دون تحقيقه ذلك، وحينئذ يعتريه الضيق، فلا هو بالذي ظفر برضا الله، ولا هو بالذي حصّل ماكان يؤمله ويرجوه من الناس، قال تعالى:}وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا[124]{ [سورة طه] ويقول تعالى:}وَمَن يُّعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكُ عَذَابًا صَعَدًا[17]{ [سورة الجن].
3- نزع الهيبة من قلوب الناس: يقول الله تعالى:}وَمَن يُّهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمْ[18]{ [سورة الحج] ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:'من خلصت نيته كفاه الله تعالى ما بينه وبين الناس' .
4- الإعراض من الناس وعدم التأثر: ويتضح ذلك من هذه القصة: لما ولي عمر بن هبيرة العراق أرسل إلى الحسن وإلى الشعبي، فأمر لهما ببيت وكانا فيه شهرا أو نحوه، ثم إن الخصي غدا عليهما ذات يوم فقال: إن الأمير داخل عليكما، فجاء عمر يتوكأ على عصا، ثم جلس مفطما لهما، فقال: إن أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك يكتب إلى كتباً أعرف أن في إنفاذها الهلكة، فإن أطعته؛ عصيت الله، وإن عصيته؛ أطعت الله، فهل تريا لي في متابعتي إياه فرجاً ؟ فقال الحسن: يا أبا عمرو أجب الأمير، فتكلم الشعبي، فانحط في حبل بن هبيرة، قال: ما تقول أنت يا أبا سعيد؟ فقال: أيها الأمير قد قال الشعبي ما قد سمعت، قال: ما تقول أنت؟ قال: أقول يا عمر بن هبيرة: يوشك أن ينزل بك ملك من ملائكة الله، فظ غليظ، لا يعصي الله ما أمره، فيخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك، يا عمر بن هبيرة إن تتق الله؛ يعصمك من يزيد بن عبد الملك، ولن يعصمك يزيد بن عبد الملك من الله، يا عمر بن هبيرة:لا تأمن أن ينظر الله إليك على أقبح ما تعمل في طاعة يزيد بن عبد الملك نظرة مقت، فيغلق بها باب المغفرة دونك، يا عمر بن هبيرة: لقد أدركت ناساً من صدر هذه الأمة كانوا والله عن الدنيا وهي مقبلة أشد إدباراً من إقبالكم عليها وهي مدبرة، يا عمر بن هبيرة: إني أخوفك مقاماً خوفك الله تعالى، فقال:} ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ[14]{[سورة إبراهيم] يا عمر بن هبيرة: إن تك مع الله في طاعته؛ كفاك بائقة يزيد بن عبد الملك، وإن تك مع يزيد بن عبد الملك على معاصي الله؛ وكلك الله إليه، فبكى عمر، وقام بعبرته، فلما كان من الغد أرسل إليهما بإذنهما، وجوائزهما، فأكثر منها للحسن، وكان في جائزة الشعبي بعض الإقتار، فخرج الشعبي إلى المسجد، فقال: يا أيها الناس من استطاع منكم أن يؤثر الله على خلقه، فليفعل، فوالذي نفسي بيده ما علم منه الحسن شيئا، فجهلته، ولكن أردت وجه ابن هبيرة؛ فأقصاني الله منه.
5- عدم إتقان العمل: يقول الله تعالى عن المنافقين:]وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُون النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً[142][ [سورة النساء].
6- الفضيحة في الدنيا وعلى رؤوس الأشهاد يوم القيامة: يقول النبي صلى الله عليه وسلم:'مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ'رواه البخاري ومسلم .
7- الوقوع في غوائل الإعجاب بالنفس، ثم الغرور، ثم التكبر.
8- بطلان العمل: عَنْ أَبِي سَعْدِ بْنِ أَبِي فَضَالَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:' إِذَا جَمَعَ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ نَادَى مُنَادٍ مَنْ كَانَ أَشْرَكَ فِي عَمَلٍ عَمِلَهُ لِلَّهِ أَحَدًا فَلْيَطْلُبْ ثَوَابَهُ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ'رواه ابن ماجه والترمذي .
9- العذاب الشديد في الآخرة، ولهذا العذاب صور منها:
أول من تسعر به النار:فَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ لَهُ نَاتِلُ أَهْلِ الشَّامِ: أَيُّهَا الشَّيْخُ حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:'إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ' رواه مسلم والترمذي والنسائي وأحمد .
يلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه، فيدور عليها: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ فَيَدُورُ بِهَا كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِالرَّحَى فَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَهْلُ النَّارِ فَيَقُولُونَ يَا فُلَانُ مَا لَكَ أَلَمْ تَكُنْ تَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنْ الْمُنْكَرِ فَيَقُولُ بَلَى قَدْ كُنْتُ آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ وَأَنْهَى عَنْ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ ] رواه البخاري ومسلم وأحمد .
آثار الرياء على العمل الإسلامي:
1-طول الطريق وكثرة التكاليف:ذلك أن قوماً أخلاقهم الرياء، وصفاتهم التسميع؛ لايمكن أن يمكن لهم إلا بعد طول ابتلاء وكثرة تمحيص:قال تعالى:} مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ...[179]{ [سورة آل عمران] وقال:} أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا ءَامَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ[2]وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ[3]{[سورة العنكبوت] وقال تعالى:} أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[16]{ [سورة التوبة] .
علاج الرياء أو السمعة:
1- تذكر عواقب الرياء أو السمعة، الدنيوية والأخروية.
2- البعد عن صحبة المعروفين بالرياء، أو السمعة، ومصاحبة المخلصين.
3- معرفة الله حق المعرفة.
4- مجاهدة النفس حتى تهذب من الغرائز المعينة على هذا المرض.
5- رفق ذوي المسئولية في المحاسبة.
6- معرفة أخبار المرائين، وعقوباتهم؛ لئلا تكون العاقبة كعاقبة هؤلاء .
7- محاسبة النفس أولاً بأول؛ للوقوف على عيوبها، ثم التخلص من هذه العيوب .
8- اللجوء التام إلى الله والاستعانة به: قَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: 'أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا هَذَا الشِّرْكَ فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ' فَقَالَ لَهُ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُول:َ وَكَيْفَ نَتَّقِيهِ وَهُوَ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:'قُولُوا اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نَعْلَمُهُ وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا نَعْلَمُ' رواه أحمد.
9- دوام مطالعة النصوص المرغبة في الإخلاص، والمحذرة من الرياء .
10- التذكر بأن كل شيء بقضاء الله وقدره: وأن الخلق عاجزون عن أن يجلبوا لأنفسهم نفعاً، أو يدفعوا عنها ضراً، فضلا عن أن يملكوا ذلك لغيرهم }إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا[19]{ [سورة الجاثية] .
الثلاثاء أغسطس 27, 2013 10:10 am من طرف سوس
» طريقه وضع توقيع فلاش
الجمعة يوليو 05, 2013 11:57 am من طرف fidou
» صيام ثلاثة أيام= صيام السنة كلها
الجمعة يوليو 05, 2013 10:56 am من طرف fidou
» ولا ذبابة.. !
الجمعة يوليو 05, 2013 10:52 am من طرف fidou
» يستحق الحب .. إنه نبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم
الجمعة يوليو 05, 2013 10:51 am من طرف fidou
» محفظ ٌ قرآن معتمد أونلاين
الجمعة يوليو 05, 2013 10:47 am من طرف fidou
» فضائل شهر رمضان
الجمعة يوليو 05, 2013 10:26 am من طرف fidou
» هل تريد النصر؟
الإثنين سبتمبر 10, 2012 8:40 pm من طرف أم محمود
» إجازة معتمده فى القراءات العشر عبر النت
الجمعة يونيو 29, 2012 12:03 am من طرف إجازه معتمده اونلاين
» اسرع إجازة عبر الإنترنت فى شهر متصلة السند بالرسول
الخميس يونيو 28, 2012 11:40 pm من طرف إجازه معتمده اونلاين
» منتديات دروبي عالمي الأسلأمي الدعوية اريد ان ادعوكم للمنتدايhttp://rfiaaildilrarb.7olm.org/
الإثنين يونيو 25, 2012 3:29 am من طرف ناصر السنة
» .~* وَسَقَطَت وَرِقه مَن شَجَرَة الْعُمُر *~.
الثلاثاء يونيو 19, 2012 10:09 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» !الأب مشغول..والأم فى الأسواق!
الثلاثاء يونيو 19, 2012 9:53 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» ...حب دينك سبب ثباتك عليه...
الثلاثاء يونيو 19, 2012 9:28 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» حاسـوبي الأفضـل بين الحواسيب
الثلاثاء يونيو 19, 2012 9:03 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» ! رساله الى أصحاب الوجوه العابسه !
الثلاثاء يونيو 19, 2012 8:52 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» صيام الأيام البيض لشهر رجب 1433
الجمعة يونيو 01, 2012 3:16 pm من طرف انور ابو البصل
» صيام الأيام البيض لشهر جمادى الاخرة 1433
الخميس مايو 03, 2012 3:49 am من طرف انور ابو البصل
» صيام الأيام البيض لهذا الشهر ربيع الثاني 1433
الإثنين مارس 05, 2012 3:20 pm من طرف انور ابو البصل
» صيام الأيام البيض لشهر ربيع الأول 1433
السبت فبراير 04, 2012 2:16 pm من طرف انور ابو البصل
» حلول قساوة القلوب
السبت يناير 28, 2012 1:29 pm من طرف انور ابو البصل
» لمن يريد دعوة شخص أجنبي للإسلام
السبت يناير 28, 2012 1:56 am من طرف الكعبة روحى
» علاج السرحان في الصلاة
السبت يناير 14, 2012 7:08 pm من طرف wegdan
» اسماء وصفات الله عز وجل
الخميس يناير 12, 2012 3:30 pm من طرف ا.عمرو
» اجعل الله همك يكفك ما اهمك
الخميس يناير 12, 2012 1:49 pm من طرف wegdan
» روائع الكلام
الخميس يناير 12, 2012 12:18 am من طرف ا.عمرو
» العبرة بالنهاية
الأربعاء يناير 11, 2012 7:06 pm من طرف ابومحمودعماد محمود
» مخطط جورج سوروس الذي يدافع عنه البرادعي لاختطاف الثورة المصرية
السبت يناير 07, 2012 9:27 am من طرف ا.عمرو