بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102] {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71].
أما بعد: فإن الشهور والأيام تتفاضل كما يتفاضل الناس؛ فرمضان أفضل الشهور، وعشر ذي الحجة أفضل عشر، ويوم الجمعة أفضل الأيام، وليلة القدر أفضل الليالي، وثلث الليل الآخر أفضل أجزاء الليل، وساعة الإجابة يوم الجمعة أفضل ساعة فيه، وعشية عرفة أفضل جزء منه.
والميزان في تفاضل الشهور والأيام والليالي والساعات شرع الله - تعالى - فليس من حق أحد أن يجعل لبعض الشهور والأيام، والليالي والساعات مزية على غيرها إلا الله - تعالى - والمبلّغ عنه رسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن الله - تعالى - هو الذي خلق الأزمان وفضل بعضها على بعض، كما خلق البشر ورفع بعضهم فوق بعض درجات.
ولقد كان لأهل الجاهلية مواسم يعظمونها، وعبادات يؤدونها فيها؛ فجاء الإسلام فأبطل ابتداعهم، وقصد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مخالفتهم في شعائرهم.
ومن الأزمنة التي عظمها أهل الجاهلية شهر رجب؛ حتى سمي رجبًا لأنه كان يُرَجَّب، أي: يُعظَّم، كما قال أهل اللغة وأكثر القبائل تعظيمًا له مضر؛ حتى نسب إليها فقيل: رجب مضر. وبلغ من تعظيمهم له: أنهم كانوا يتحرَّون فيه الدعاء على من ظلمهم
ولأهل الجاهلية في هذا الشهر عتيرة يذبحونها؛ أعلن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلغاءها فقال: ((لا فرع ولا عتيرة)). وفي رواية: ((لا عتيرة في الإسلام)). قال أبو عبيد: "العتيرة هي الرجبية: ذبيحة كانوا يذبحونها في الجاهلية في رجب، يتقربون بها لأصنامهم وقال الحسن - رحمه الله تعالى -: "ليس في الإسلام عتيرة؛ إنما كانت العتيرة في الجاهلية، كان أحدهم يصوم رجب ويعتر فيه.
وكثير من جهال المسلمين ومبتدعَتِهم تبعوا أهل الجاهلية في ذلك فتعبدوا لله - تعالى - بالذبح في رجب؛ فخالفوا أمره، وشابهوا أهل الضلال والجاهلية، وبعضهم قد لا يذبحون فيه لكنهم يحتفلون به، ويجعلونه عيدًا. قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله تعالى -: "ويشبه الذبح في رجب اتخاذه موسمًا وعيدًا كأكل الحلوى ونحوها
ولما طال الأمد بالمسلمين، وابتعد زمنهم عن زمن الرسالة، تبع طائفة منهم أهل الجاهلية في تعظيم رجب؛ بل زادوا فيه عبادات ما كان يفعلها أهل الجاهلية! دفعهم إلى ذلك أوهام خاطئة، وجهل مستحكم، تحت قيادة شيوخ ضالين، وأصحاب عمائم منحرفين، يتأكلون بالبدعة، ويرتزقون بإضلال العامة. يدخلون عليهم باسم العبادة، ويتسللون إلى قلوبهم لإفسادها بالبدعة تحت شعار محبَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأداء حقه؛ فاخترعوا لذلك كذبةً قبيحة حينما أوهموا العامَّة أن حادثة الإسراء والمعراج كانت في رجب، فهم يعظمونه احتفاءً بهذه الذكرى!!
وشريعة الله تأبى تعظيمَ زمنٍ لم يعظّمه الله - تعالى - وتمنع أداء عبادات لم يشرعها، والتاريخ يظهر كذب هؤلاء الضُلال المضلين؛ إذ الخلاف بين المؤرخين في ليلة الإسراء كبير جدًّا، ولم يثبت أنها كانت في رجب حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - عن ليلة الإسراء: "لم يقم دليلٌ معلوم لا على شهرها ولا على عشرها ولا على عينها؛ بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يقطع به.
ولمزيد من الغواية والإضلال فإنَّ أئمة المبتدعة – من أجل إقناع العامَّة بضلالهم – اخترعوا عبادات متنوّعة في هذا الشهر، وفي الليلة التي يزعمون أنها ليلة الإسراء تحت شعار محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما يزعمون، وكذبوا - والله - في زعمهم – إلا المقلد الجاهل – إذ لو أحبوه لاتَّبعوا سنته، ولما اتهموا شريعته بالنقصان، حتى يكملوها بابتداعهم!
إن هؤلاء الضُّلال يفتتحون أول ليلة جمعة من رجب بصلاة منكرة في نيتها وهيأتها، يسمونها صلاة الرغائب. اخترعها أئمتهم بعد القرن الرابع الهجري أي: بعد زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام، والتابعين لهم بإحسان. قال ابن رجب - رحمه الله تعالى -: "فأمَّا الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به، والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أوَّل ليلة جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح، وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء"
ثم عمد هؤلاء المبتدعة إلى أيام في رجب مخصوصة فأفتوا بفضيلة صيامها، وقد ثبت عن عمر - رضي الله عنه -: أنه كان يضرب أكُفَّ الرجال في صوم رجب؛ حتى يضعوها في الطعام ويقول: "ما رجب؟ إن رجبًا كان يعظمه أهل الجاهلية، فلما كان الإسلام ترك" وعن أبي بكرة - رضي الله عنه - أنه رأى أهله يتهيئون لصيام رجب فقال لهم: "أجعلتم رجبًا كرمضان، وألقى السلال، وكسر الكيزان"
وقصد بعض الجهلة رجبًا بالصدقة، وبعضهم لا يخرج زكاة ماله إلا فيه؛ تحريًا للفضل. والصدقة مشروعة في كل وقت، والزكاة تجب إذا حال الحول، وليس لرجب مزية على غيره من الشهور حتى يقصد بالصدقة، أو تضبط الزكاة به. وفعل ذلك على وجه مقصود يدخل العبد في ظلمات البدع.
وطوائف كثيرة من المسلمين يخصون رجبًا بعمرة، وبعضهم يستدل لذلك بأن من السلف من اعتمروا في رجب، والحق أن العمرة مشروعة في كل وقت من غير تخصيص، ولم ينقل عن أحد من السلف أنه كان يخص رجبًا بعمرة، من اعتمر منهم فيه صادفت عمرته رجبًا لا على وجه القصد والتخصيص، فالعمرة فيه وفي غيره مشروعة؛ لكن تخصيصه بها غير مشروع، كما يفعله كثير من المسلمين؛ حتى اشتهرت بينهم بالعمرة الرجبية.
وكثير من أهل النيات الطيبة، والمقاصد الحسنة يُلَبِّس عليهم علماء السوء، وأئمة الضلال بإيراد أحاديث ضعيفة وموضوعة في فضل رجب؛ بقصد جرهم إلى ممارسة هذه الشعائر والعبادات البدعية، وترسيخ ذلك في أفهامهم حتى تناقلوه أبًا عن جد. قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى -:"لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ". وقال أيضًا: "وأما الأحاديث الواردة في فضل رجب، أو فضل صيامه، أو صيام شيء منه صريحة فهي على قسمين: ضعيفة وموضوعة"
وبهذا يتبين ضلال من ضل في هذا الباب حتى ميّزوا رجبًا عن غيره من الشهور، وخصوا ليلة الإسراء المكذوبة باحتفالات وأذكار بدعية، وصلوات على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متكلفة ومسجوعة بعضها شرك، وبعضها غلو، وسائرها بدعة وضلال. وكل ذلك تعبير كاذب عن محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إذ محبته في اتباع أمره، واجتناب نهيه، والوقوف عند سنته.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الكَافِرِينَ} [آل عمران: 31-32].
نفعني الله وإياكم بهدي القرآن العظيم.
[img][/img][img][/img][b]
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102] {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71].
أما بعد: فإن الشهور والأيام تتفاضل كما يتفاضل الناس؛ فرمضان أفضل الشهور، وعشر ذي الحجة أفضل عشر، ويوم الجمعة أفضل الأيام، وليلة القدر أفضل الليالي، وثلث الليل الآخر أفضل أجزاء الليل، وساعة الإجابة يوم الجمعة أفضل ساعة فيه، وعشية عرفة أفضل جزء منه.
والميزان في تفاضل الشهور والأيام والليالي والساعات شرع الله - تعالى - فليس من حق أحد أن يجعل لبعض الشهور والأيام، والليالي والساعات مزية على غيرها إلا الله - تعالى - والمبلّغ عنه رسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن الله - تعالى - هو الذي خلق الأزمان وفضل بعضها على بعض، كما خلق البشر ورفع بعضهم فوق بعض درجات.
ولقد كان لأهل الجاهلية مواسم يعظمونها، وعبادات يؤدونها فيها؛ فجاء الإسلام فأبطل ابتداعهم، وقصد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مخالفتهم في شعائرهم.
ومن الأزمنة التي عظمها أهل الجاهلية شهر رجب؛ حتى سمي رجبًا لأنه كان يُرَجَّب، أي: يُعظَّم، كما قال أهل اللغة وأكثر القبائل تعظيمًا له مضر؛ حتى نسب إليها فقيل: رجب مضر. وبلغ من تعظيمهم له: أنهم كانوا يتحرَّون فيه الدعاء على من ظلمهم
ولأهل الجاهلية في هذا الشهر عتيرة يذبحونها؛ أعلن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلغاءها فقال: ((لا فرع ولا عتيرة)). وفي رواية: ((لا عتيرة في الإسلام)). قال أبو عبيد: "العتيرة هي الرجبية: ذبيحة كانوا يذبحونها في الجاهلية في رجب، يتقربون بها لأصنامهم وقال الحسن - رحمه الله تعالى -: "ليس في الإسلام عتيرة؛ إنما كانت العتيرة في الجاهلية، كان أحدهم يصوم رجب ويعتر فيه.
وكثير من جهال المسلمين ومبتدعَتِهم تبعوا أهل الجاهلية في ذلك فتعبدوا لله - تعالى - بالذبح في رجب؛ فخالفوا أمره، وشابهوا أهل الضلال والجاهلية، وبعضهم قد لا يذبحون فيه لكنهم يحتفلون به، ويجعلونه عيدًا. قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله تعالى -: "ويشبه الذبح في رجب اتخاذه موسمًا وعيدًا كأكل الحلوى ونحوها
ولما طال الأمد بالمسلمين، وابتعد زمنهم عن زمن الرسالة، تبع طائفة منهم أهل الجاهلية في تعظيم رجب؛ بل زادوا فيه عبادات ما كان يفعلها أهل الجاهلية! دفعهم إلى ذلك أوهام خاطئة، وجهل مستحكم، تحت قيادة شيوخ ضالين، وأصحاب عمائم منحرفين، يتأكلون بالبدعة، ويرتزقون بإضلال العامة. يدخلون عليهم باسم العبادة، ويتسللون إلى قلوبهم لإفسادها بالبدعة تحت شعار محبَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأداء حقه؛ فاخترعوا لذلك كذبةً قبيحة حينما أوهموا العامَّة أن حادثة الإسراء والمعراج كانت في رجب، فهم يعظمونه احتفاءً بهذه الذكرى!!
وشريعة الله تأبى تعظيمَ زمنٍ لم يعظّمه الله - تعالى - وتمنع أداء عبادات لم يشرعها، والتاريخ يظهر كذب هؤلاء الضُلال المضلين؛ إذ الخلاف بين المؤرخين في ليلة الإسراء كبير جدًّا، ولم يثبت أنها كانت في رجب حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - عن ليلة الإسراء: "لم يقم دليلٌ معلوم لا على شهرها ولا على عشرها ولا على عينها؛ بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يقطع به.
ولمزيد من الغواية والإضلال فإنَّ أئمة المبتدعة – من أجل إقناع العامَّة بضلالهم – اخترعوا عبادات متنوّعة في هذا الشهر، وفي الليلة التي يزعمون أنها ليلة الإسراء تحت شعار محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما يزعمون، وكذبوا - والله - في زعمهم – إلا المقلد الجاهل – إذ لو أحبوه لاتَّبعوا سنته، ولما اتهموا شريعته بالنقصان، حتى يكملوها بابتداعهم!
إن هؤلاء الضُّلال يفتتحون أول ليلة جمعة من رجب بصلاة منكرة في نيتها وهيأتها، يسمونها صلاة الرغائب. اخترعها أئمتهم بعد القرن الرابع الهجري أي: بعد زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام، والتابعين لهم بإحسان. قال ابن رجب - رحمه الله تعالى -: "فأمَّا الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به، والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أوَّل ليلة جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح، وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء"
ثم عمد هؤلاء المبتدعة إلى أيام في رجب مخصوصة فأفتوا بفضيلة صيامها، وقد ثبت عن عمر - رضي الله عنه -: أنه كان يضرب أكُفَّ الرجال في صوم رجب؛ حتى يضعوها في الطعام ويقول: "ما رجب؟ إن رجبًا كان يعظمه أهل الجاهلية، فلما كان الإسلام ترك" وعن أبي بكرة - رضي الله عنه - أنه رأى أهله يتهيئون لصيام رجب فقال لهم: "أجعلتم رجبًا كرمضان، وألقى السلال، وكسر الكيزان"
وقصد بعض الجهلة رجبًا بالصدقة، وبعضهم لا يخرج زكاة ماله إلا فيه؛ تحريًا للفضل. والصدقة مشروعة في كل وقت، والزكاة تجب إذا حال الحول، وليس لرجب مزية على غيره من الشهور حتى يقصد بالصدقة، أو تضبط الزكاة به. وفعل ذلك على وجه مقصود يدخل العبد في ظلمات البدع.
وطوائف كثيرة من المسلمين يخصون رجبًا بعمرة، وبعضهم يستدل لذلك بأن من السلف من اعتمروا في رجب، والحق أن العمرة مشروعة في كل وقت من غير تخصيص، ولم ينقل عن أحد من السلف أنه كان يخص رجبًا بعمرة، من اعتمر منهم فيه صادفت عمرته رجبًا لا على وجه القصد والتخصيص، فالعمرة فيه وفي غيره مشروعة؛ لكن تخصيصه بها غير مشروع، كما يفعله كثير من المسلمين؛ حتى اشتهرت بينهم بالعمرة الرجبية.
وكثير من أهل النيات الطيبة، والمقاصد الحسنة يُلَبِّس عليهم علماء السوء، وأئمة الضلال بإيراد أحاديث ضعيفة وموضوعة في فضل رجب؛ بقصد جرهم إلى ممارسة هذه الشعائر والعبادات البدعية، وترسيخ ذلك في أفهامهم حتى تناقلوه أبًا عن جد. قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى -:"لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ". وقال أيضًا: "وأما الأحاديث الواردة في فضل رجب، أو فضل صيامه، أو صيام شيء منه صريحة فهي على قسمين: ضعيفة وموضوعة"
وبهذا يتبين ضلال من ضل في هذا الباب حتى ميّزوا رجبًا عن غيره من الشهور، وخصوا ليلة الإسراء المكذوبة باحتفالات وأذكار بدعية، وصلوات على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متكلفة ومسجوعة بعضها شرك، وبعضها غلو، وسائرها بدعة وضلال. وكل ذلك تعبير كاذب عن محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إذ محبته في اتباع أمره، واجتناب نهيه، والوقوف عند سنته.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الكَافِرِينَ} [آل عمران: 31-32].
نفعني الله وإياكم بهدي القرآن العظيم.
[img][/img][img][/img][b]
الثلاثاء أغسطس 27, 2013 10:10 am من طرف سوس
» طريقه وضع توقيع فلاش
الجمعة يوليو 05, 2013 11:57 am من طرف fidou
» صيام ثلاثة أيام= صيام السنة كلها
الجمعة يوليو 05, 2013 10:56 am من طرف fidou
» ولا ذبابة.. !
الجمعة يوليو 05, 2013 10:52 am من طرف fidou
» يستحق الحب .. إنه نبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم
الجمعة يوليو 05, 2013 10:51 am من طرف fidou
» محفظ ٌ قرآن معتمد أونلاين
الجمعة يوليو 05, 2013 10:47 am من طرف fidou
» فضائل شهر رمضان
الجمعة يوليو 05, 2013 10:26 am من طرف fidou
» هل تريد النصر؟
الإثنين سبتمبر 10, 2012 8:40 pm من طرف أم محمود
» إجازة معتمده فى القراءات العشر عبر النت
الجمعة يونيو 29, 2012 12:03 am من طرف إجازه معتمده اونلاين
» اسرع إجازة عبر الإنترنت فى شهر متصلة السند بالرسول
الخميس يونيو 28, 2012 11:40 pm من طرف إجازه معتمده اونلاين
» منتديات دروبي عالمي الأسلأمي الدعوية اريد ان ادعوكم للمنتدايhttp://rfiaaildilrarb.7olm.org/
الإثنين يونيو 25, 2012 3:29 am من طرف ناصر السنة
» .~* وَسَقَطَت وَرِقه مَن شَجَرَة الْعُمُر *~.
الثلاثاء يونيو 19, 2012 10:09 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» !الأب مشغول..والأم فى الأسواق!
الثلاثاء يونيو 19, 2012 9:53 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» ...حب دينك سبب ثباتك عليه...
الثلاثاء يونيو 19, 2012 9:28 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» حاسـوبي الأفضـل بين الحواسيب
الثلاثاء يونيو 19, 2012 9:03 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» ! رساله الى أصحاب الوجوه العابسه !
الثلاثاء يونيو 19, 2012 8:52 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» صيام الأيام البيض لشهر رجب 1433
الجمعة يونيو 01, 2012 3:16 pm من طرف انور ابو البصل
» صيام الأيام البيض لشهر جمادى الاخرة 1433
الخميس مايو 03, 2012 3:49 am من طرف انور ابو البصل
» صيام الأيام البيض لهذا الشهر ربيع الثاني 1433
الإثنين مارس 05, 2012 3:20 pm من طرف انور ابو البصل
» صيام الأيام البيض لشهر ربيع الأول 1433
السبت فبراير 04, 2012 2:16 pm من طرف انور ابو البصل
» حلول قساوة القلوب
السبت يناير 28, 2012 1:29 pm من طرف انور ابو البصل
» لمن يريد دعوة شخص أجنبي للإسلام
السبت يناير 28, 2012 1:56 am من طرف الكعبة روحى
» علاج السرحان في الصلاة
السبت يناير 14, 2012 7:08 pm من طرف wegdan
» اسماء وصفات الله عز وجل
الخميس يناير 12, 2012 3:30 pm من طرف ا.عمرو
» اجعل الله همك يكفك ما اهمك
الخميس يناير 12, 2012 1:49 pm من طرف wegdan
» روائع الكلام
الخميس يناير 12, 2012 12:18 am من طرف ا.عمرو
» العبرة بالنهاية
الأربعاء يناير 11, 2012 7:06 pm من طرف ابومحمودعماد محمود
» مخطط جورج سوروس الذي يدافع عنه البرادعي لاختطاف الثورة المصرية
السبت يناير 07, 2012 9:27 am من طرف ا.عمرو