حوار مع ذاتي ..

كلنا يحلم بتغيير جذري في نفسه .. يريد انتشالها من وحل الضياع والتخبط إلى طريق جميل يريح ما عليها من أمور .. ولهذا كان بناء الذات للإنسان مقدم على كل شيء .. فكلنا نحتاج لمقومات الصلاح والبر والأمان لنصل إلى جنات عدن بقلب مطمئن خاشع ..
وهنا سنكون في حديث ماتع مع ذواتنا .. نحاول من خلاله الوصول بها لبر الأمان ولتربية مستقيمة بعيدة عن أمراض الذات التي قد تفتك بها في لحظة ..

وللوصول بذلك ما علينا إلا بناء الذات وفق المنهج التربوي الذي صاغه لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم فهو يحتاج عناية فائقة وتنوع في كسب المهارات التي تجعل من هذه الذات مستقيمة وخاضعة لأوامر ربها ومنقادة فقط لشرعه
وفي البداية نستعرض معا يا أحبتي صفات الذات


للذات صفات متنوعة ومن أبرز هذه الصفات الجدل ، ولهذا عالج الله سبحانه وتعالى هذه الصفة حتى تستقيم الأمة ، فالجدل من طباع الإنسان ولابد من تهذيب هذا الخلق حتى يكون ايجابيا في تعامله مع الآخرين .. قال تعالى

( ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ) الكهف 54

وللجدل أنواع منها ما هو محمود ومنها ما هو مذموم :
الجدل المحمود : قال تعالى : ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) النحل 125 ، وهذا الجدل هو الحوار الجيد الموصل للحق ومن ثمرته أن الطرف الآخر ينتقل معك من نقطة لأخرى بهدوء بعد أن يأخذ حاجته من الفهم ويستوعب ما أردت ، فهو ايجابي بكل ما فيه ..

الجدل غير المحمود : وهو نوع سلبي عقيم يقصد به التخاصم فيما يشغل عن ظهور الحق ومعرفة الصواب والرغبة في الغلبة والانتصار ..

ومن علامات الجدل غير المحمود :
- التشاغل عن الحق والتخاصم ، مع الهروب من الموقف وإيهام النفس بالقوة ، ويبقى المجادل يدور حول نقطة بعينها لا يتعداها ، لفراغ يده من الأدلة وعجزه عن مواجهة الخصم

- الرغبة في الغلبة والانتصار حتى لو لم يكن على حق ، ويظل المجادل بسبب هذا في التحدث عن أمور بعيدة عن صلب الموضوع والخروج من موضوع الحوار ويسعى لإثارة غضب الطرف الآخر التي بسببها يعتقد أنه انتصر على خصومه وحتى يصلح من ذاته عليه النظر لنفسه وسؤالها : ماذا تريدين ؟ ومن خلال حديثه مع النفس يمكن تمييز الجدل المحمود من الجدل غير المحمود ..

وللموضوع بقية
وأتمنى أن أرى ألوان حروفكن في هذا الموضوع لننهض بذواتنا معا