بعد أن تزوجا بيومين، قامت هناء بالذهاب إلى زوجها كريم، وقالت له: "No orders"
بعض الزوجات يفهمن أن طاعة الزوج تكون من خلال عدم إعطاء الأوامر، وهذا فهم خاطئ، فالطاعة هنا اتباع أوامر الله واجتناب نواهيه (ومن هنا؛ كان لزامًا على كل زوجة أن تصحح إدراكها لمفهوم الطاعة الزوجية، فطاعة المرأة لزوجها هي أمر شرعي محض، وهي طاعة لله أولًا ثم طاعة لزوجها المخلوق ابتغاء رضا الله سبحانه وتعالى.
وبرأيي أن هذا المبدأ هو اختبار وامتحان للمرأة المسلمة؛ لأن طاعة المرأة لزوجها من طاعتها لربها، وطاعة الله هي حقيقة الإيمان التي عندها يظهر من بكى ممن تباكى، (فإيمان بلا طاعة هباء، وإسلام بلا استجابة غثاء، فإن ساق الإيمان لا تقوم إلا على جذر الاستسلام المطلق لمنهج الله تعالى في كل شأن من شئون الحياة، سواء أكان ذلك في عالم الشعور والإحساس، أم في عالم الفعل والجوارح.
ولا يتم للمسلم إيمان، بل لا تستقر حقيقته في قلبه إلا بعد أن يمتثل حقًّا لأوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، بل ليس له من أمر نفسه شيء، وكيف يكون له خيار في نفسه وحياته، وهو عبد مربوب لله تعالى، الذي خلقه فسواه فعدله: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]) [سنة أولى زواج، هيام محمد يوسف، ص(17)].
فهكذا المؤمن؛ (يأتيه الأمر من الله تعالى أو من رسوله صلى الله عليه وسلم فلا يفكر ولا يتردد، لا يتلكأ ولا يتباطأ، إنما تجد منه تطبيقًا فوريًّا، وتنفيذًا عمليًّا، وتجسيدًا مباشرًا لهدي الكتاب والسنَّة، ذلك أنه يدرك جيدًا أنه لا خيار له أمام أمر الله تعالى، الذي ما أمره إلا بما يصلحه في الدنيا والآخرة، ومن ثَم فلا يُقدِّم طاعة هواه ونفسه على طاعة مولاه، الذي ربَّاه بنعمه وغذاه بإحسانه) [حياة النور، فريد مناع، ص(23-24)، بتصرف].
النبي يرشد:
والآن هيا بنا نصغي لصاحب أروع تجربة في الحياة الزوجية، محمد صلى الله عليه وسلم، يقول النبي الأمين صلى الله عليه وسلم: (لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد؛ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها؛ لما عظم الله من حقه عليها) [صححه الألباني في صحيح الجامع، (5239)].
وقد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خير النساء تسـرُّك إذا أبصـرتَ، وتطيعك إذا أمرت، وتحفظ غيبك في نفسها ومالك) [صححه الألباني في صحيح الجامع، (3299)].
وأكثر ما يُدخِل المرأة النار عصيانها لزوجها، وكفرانها إحسانه إليها؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أُريت النار؛ فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن)، قيل: أيكفرن بالله؟ قال: (يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئًا؛ قالت: ما رأيت منك خيرًا قط) [رواه البخاري].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟)، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (الودود الولود، التي إن ظلمت أو ظُلمت قالت: هذه ناصيتي بيدك، لا أذوق غمضًا حتى ترضى) [حسنه الألباني في صحيح الجامع، (2604)].
هذا هو موقف الزوجة الصالحة المؤمنة، (الزوجة التي يهفو قلبها لجنة ربها، وليس لدنيا زائلة، تقول: لا أنام حتى يذهب ما بيننا من خصام، فهي سهلة الخلق غير متكبرة، إذا غضبت لم يطل غضبها، بل تعود إلى فطرتها السليمة، هذه هي الزوجة التي تحرص على طاعة زوجها حقًّا، لا التي تتكبر على زوجها وتُعرِض عنه حتى يكون هو البادئ وإلا فلا) [صورة البيت المسلم، عصام محمد الشريف، ص(121)].
الشرط الرائع:
ولا يُفهم من كلامنا هذا أن طاعة الزوجة لزوجها هي طاعة ملطقة لا حدود لها، فهذا الحق مُقيَّد بالمعروف؛ فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه وتعالى، فلو حدث أن أمر الزوجُ زوجتَه بمعصية الله؛ وجب عليها أن تخالفه فيما يدعوها إليه.
نماذج من الطاعة الواعية:
1. صومي بإذنه:
لما كان صوم المرأة بغير إذن زوجها لربما يوقع الرجل في حرج إن طلبها لنفسه، أو كره فراقها على مائدة الطعام فشعر منها ببعض الجفاء، فقد عمد النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي أُرسِل بتأليف الأرواح وغرس المحبة في القلوب إلى إرساء قواعد الطاعة؛ فقال: (لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه) [متفق عليه].
فعليها أن تحصل على إذن الزوج، (وقد بيَّن العلماء رحمهم الله أنها إذا شرعت في صيام التطوع من غير أن تحصل على إذن من زوجها؛ فإن من حقه أن يقطع صيامها، أما إذا عزمت الزوجة أن تصوم شهر رمضان؛ فلا يتوقف ذلك على إذن من أحد، سواء أكان زوجها أم غيره؛ لأن صوم رمضان واجب عليها) [بناء الأسرة المسلمة في ضوء الكتاب والسنة، خالد عبد الرحمن العك، ص(109)].
2. قبل الخروج من البيت:
عند خروج الزوجة الطائعة من بيتها، فعليها أن تأخذ إذن زوجها، وبعد ذلك يمكنها أن تذهب لقضاء احتياجاتها أو احتياجات المنزل.
وإذا منعها الزوج من الخروج ماذا تفعل؟
فهنا تأبى عليها طاعتها الإيمانية إلا أن تطيع زوجها، وفي نفس الوقت لها أن تفتح معه بابًا للنقاش حول السبب من المنع متفهمة لوجهة نظره، وعلى الزوج ـ الذي يُقدِّر ما تقوم به زوجته من أجله ـ ألَّا يداوم على تعسف ينشئ جفافًا في العواطف، ويبدِّل الحب جفاء.
(ومع أنه لا يجوز لها الخروج إلا بإذن زوجها؛ فلا ينبغي للزوج منعها من زيارة والديها أو عيادتهما؛ حتى لا تضطر الزوجة إلى مخالفته، وقد أمر الله تعالى بالمعاشرة بالمعروف، ولكن لا تفهم المرأة من ذلك أن تكون كل يوم في زيارة والديها مثلًا دون داعٍ لذلك؛ مما يعطل واجبات الزوجية) [صورة البيت المسلم، عصام محمد الشريف، ص(124)، بتصرف].
3. ألا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه) [رواه البخاري].
(ومعنى ذلك أنه لا يحل للمرأة أن تأذن لأحد من الأجانب أو الأقارب حتى النساء في دخول البيت، إلا بإذن زوجها أو العلم برضاه) [صورة البيت المسلم، عصام محمد الشريف، ص(141)].
الزوجة الحكيمة:
رُوي (أن شريحًا القاضي قابل الشعبي يومًا، فسأله الشعبي عن حاله في بيته، فقال له: من عشرين عامًا لم أرَ ما يغضبني من أهلي.
قال له: وكيف ذلك؟
قال شريح: من أول ليلة دخلت على امرأتي؛ رأيت فيها حسنًا فاتنًا وجمالًا نادرًا، قلتُ في نفسي: فلأتطهر وأصلي ركعتين شكرًا لله، فلما سلَّمتُ، وجدت زوجتي تصلي بصلاتي، وتسلم بسلامي.
فلما خلا البيت من الأصحاب والأصدقاء، قمت إليها، فمددت يدي نحوها، فقالت: على رسلك يا أبا أمية، كما أنت، ثم قالت: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي على محمد وآله، إني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك، فبيِّن لي ما تحب فآتيه، وما تكره فأتركه، وقالت: إنه كان في قومك من تتزوجه من نسائكم، وفي قومي من الرجال من هو كفء لي، ولكن إذا قضـى الله أمرًا كان مفعولًا، وقد ملكت فاصنع ما أمرك به الله، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولك.
قال شريح: فأحوجتني والله يا شعبي إلى الخطبة في ذلك الموضع، فقلت: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي على النبي وآله وبعد؛ فإنكِ قلتِ كلامًا إن ثَبُتِّ عليه يكن ذلك حظك، وإن تدَّعيه يكن حجة عليك، أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا، وما رأيتِ من حسنة فانشريها، وما رأيتِ من سيئة فاستريها.
فقالت: كيف محبتك لزيارة أهلي؟
قلتُ: ما أحب أن يملني أصهاري.
فقالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له، ومن تكره فأكره؟
قلتُ: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء.
قال شريح: فبتُّ معها بأنعم ليلة، وعشت معها حولًا لا أرى إلا ما أحب ... فمكثت معي عشرين عامًا لم أعقب عليها في شيء إلا مرة، وكنت لها ظالمًا) [أحكام النساء، ابن الجوزي، ص(134-135)].
لا للذوابان:
ولا تفهم الزوجة العاقلة أن الطاعة بهذه الصورة معناها ذوبان شخصيتها في شخصية زوجها، فنحن لا نقصد هذا بالمرة، فالطاعة الواعية التي نبحث عنها تختلف اختلافًا بينًا عن الذوبان الزوجي.
فالزوجة لو فعلت ذلك لكان هذا تدميرًا للشخصية وتحطيمًا للثقة بالنفس وإلغاء الآخر، ولو اتبعت المرأة مبدأ "الذوبان"؛ لما صار عندنا إنتاج متميز ومبدع في العلاقات الزوجية.
إن الذوبان الزوجي يؤدي إلى إلغاء الطرف الآخر وتهميشه، وهذا ضد الاحترام وهو منهي عنه، (فقد أوصانا الله تعالى بالتشاور وتبادل الآراء قبل اتخاذ القرار، وجعل المسئولية فردية، وأعطى للمسلم استقلالية في اتخاذ قراره وتحمل المسئولية عن تصـرفاته؛ قال تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الإسراء: 15].
والمتتبع لسيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم؛ يجد احترامه لشخصية أمهات المؤمنين وتقديرهن، بدءًا من خديجة رضي الله عنها وحتى آخر زوجاته، ولم نقرأ في السيرة بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصًا على خلاف ذلك، بل قرأنا العكس بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه صرَّح، وقال بأن الإسلام عندما جاء أعطى المرأة حقوقًا لم يكن يعرفها العرب؛ وأهمها أنه أعطاها الاستقلال الشخصي، وتحملها مسئولية قرارها حتى في زواجها) [مجلة الفرحة، العدد 75، ديسمبر 2002م].
ماذا بعد الكلام؟
ـ تقبلي أوامر وطلبات زوجك على الرحب والسعة، وتذكري أن ذلك يساهم في دعم جو السعادة بينك وبين زوجك، بل ويزيد من استقرار الأسرة، والله تبارك وتعالى يثيبك على ذلك أجمل الثواب.
ـ ما أجمل أن تجلسي مع زوجك كجلسة زوجة شريح مع زوجها، فتعرفي ماذا يحب زوجك وماذا يكره؟ ثم أقبلي على ما يحب زوجك، وراقبي الفرق في العلاقة ومدى الوئام الذي سيسود بإذن الله بينكما.
بعض الزوجات يفهمن أن طاعة الزوج تكون من خلال عدم إعطاء الأوامر، وهذا فهم خاطئ، فالطاعة هنا اتباع أوامر الله واجتناب نواهيه (ومن هنا؛ كان لزامًا على كل زوجة أن تصحح إدراكها لمفهوم الطاعة الزوجية، فطاعة المرأة لزوجها هي أمر شرعي محض، وهي طاعة لله أولًا ثم طاعة لزوجها المخلوق ابتغاء رضا الله سبحانه وتعالى.
وبرأيي أن هذا المبدأ هو اختبار وامتحان للمرأة المسلمة؛ لأن طاعة المرأة لزوجها من طاعتها لربها، وطاعة الله هي حقيقة الإيمان التي عندها يظهر من بكى ممن تباكى، (فإيمان بلا طاعة هباء، وإسلام بلا استجابة غثاء، فإن ساق الإيمان لا تقوم إلا على جذر الاستسلام المطلق لمنهج الله تعالى في كل شأن من شئون الحياة، سواء أكان ذلك في عالم الشعور والإحساس، أم في عالم الفعل والجوارح.
ولا يتم للمسلم إيمان، بل لا تستقر حقيقته في قلبه إلا بعد أن يمتثل حقًّا لأوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، بل ليس له من أمر نفسه شيء، وكيف يكون له خيار في نفسه وحياته، وهو عبد مربوب لله تعالى، الذي خلقه فسواه فعدله: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]) [سنة أولى زواج، هيام محمد يوسف، ص(17)].
فهكذا المؤمن؛ (يأتيه الأمر من الله تعالى أو من رسوله صلى الله عليه وسلم فلا يفكر ولا يتردد، لا يتلكأ ولا يتباطأ، إنما تجد منه تطبيقًا فوريًّا، وتنفيذًا عمليًّا، وتجسيدًا مباشرًا لهدي الكتاب والسنَّة، ذلك أنه يدرك جيدًا أنه لا خيار له أمام أمر الله تعالى، الذي ما أمره إلا بما يصلحه في الدنيا والآخرة، ومن ثَم فلا يُقدِّم طاعة هواه ونفسه على طاعة مولاه، الذي ربَّاه بنعمه وغذاه بإحسانه) [حياة النور، فريد مناع، ص(23-24)، بتصرف].
النبي يرشد:
والآن هيا بنا نصغي لصاحب أروع تجربة في الحياة الزوجية، محمد صلى الله عليه وسلم، يقول النبي الأمين صلى الله عليه وسلم: (لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد؛ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها؛ لما عظم الله من حقه عليها) [صححه الألباني في صحيح الجامع، (5239)].
وقد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خير النساء تسـرُّك إذا أبصـرتَ، وتطيعك إذا أمرت، وتحفظ غيبك في نفسها ومالك) [صححه الألباني في صحيح الجامع، (3299)].
وأكثر ما يُدخِل المرأة النار عصيانها لزوجها، وكفرانها إحسانه إليها؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أُريت النار؛ فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن)، قيل: أيكفرن بالله؟ قال: (يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئًا؛ قالت: ما رأيت منك خيرًا قط) [رواه البخاري].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟)، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (الودود الولود، التي إن ظلمت أو ظُلمت قالت: هذه ناصيتي بيدك، لا أذوق غمضًا حتى ترضى) [حسنه الألباني في صحيح الجامع، (2604)].
هذا هو موقف الزوجة الصالحة المؤمنة، (الزوجة التي يهفو قلبها لجنة ربها، وليس لدنيا زائلة، تقول: لا أنام حتى يذهب ما بيننا من خصام، فهي سهلة الخلق غير متكبرة، إذا غضبت لم يطل غضبها، بل تعود إلى فطرتها السليمة، هذه هي الزوجة التي تحرص على طاعة زوجها حقًّا، لا التي تتكبر على زوجها وتُعرِض عنه حتى يكون هو البادئ وإلا فلا) [صورة البيت المسلم، عصام محمد الشريف، ص(121)].
الشرط الرائع:
ولا يُفهم من كلامنا هذا أن طاعة الزوجة لزوجها هي طاعة ملطقة لا حدود لها، فهذا الحق مُقيَّد بالمعروف؛ فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه وتعالى، فلو حدث أن أمر الزوجُ زوجتَه بمعصية الله؛ وجب عليها أن تخالفه فيما يدعوها إليه.
نماذج من الطاعة الواعية:
1. صومي بإذنه:
لما كان صوم المرأة بغير إذن زوجها لربما يوقع الرجل في حرج إن طلبها لنفسه، أو كره فراقها على مائدة الطعام فشعر منها ببعض الجفاء، فقد عمد النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي أُرسِل بتأليف الأرواح وغرس المحبة في القلوب إلى إرساء قواعد الطاعة؛ فقال: (لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه) [متفق عليه].
فعليها أن تحصل على إذن الزوج، (وقد بيَّن العلماء رحمهم الله أنها إذا شرعت في صيام التطوع من غير أن تحصل على إذن من زوجها؛ فإن من حقه أن يقطع صيامها، أما إذا عزمت الزوجة أن تصوم شهر رمضان؛ فلا يتوقف ذلك على إذن من أحد، سواء أكان زوجها أم غيره؛ لأن صوم رمضان واجب عليها) [بناء الأسرة المسلمة في ضوء الكتاب والسنة، خالد عبد الرحمن العك، ص(109)].
2. قبل الخروج من البيت:
عند خروج الزوجة الطائعة من بيتها، فعليها أن تأخذ إذن زوجها، وبعد ذلك يمكنها أن تذهب لقضاء احتياجاتها أو احتياجات المنزل.
وإذا منعها الزوج من الخروج ماذا تفعل؟
فهنا تأبى عليها طاعتها الإيمانية إلا أن تطيع زوجها، وفي نفس الوقت لها أن تفتح معه بابًا للنقاش حول السبب من المنع متفهمة لوجهة نظره، وعلى الزوج ـ الذي يُقدِّر ما تقوم به زوجته من أجله ـ ألَّا يداوم على تعسف ينشئ جفافًا في العواطف، ويبدِّل الحب جفاء.
(ومع أنه لا يجوز لها الخروج إلا بإذن زوجها؛ فلا ينبغي للزوج منعها من زيارة والديها أو عيادتهما؛ حتى لا تضطر الزوجة إلى مخالفته، وقد أمر الله تعالى بالمعاشرة بالمعروف، ولكن لا تفهم المرأة من ذلك أن تكون كل يوم في زيارة والديها مثلًا دون داعٍ لذلك؛ مما يعطل واجبات الزوجية) [صورة البيت المسلم، عصام محمد الشريف، ص(124)، بتصرف].
3. ألا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه) [رواه البخاري].
(ومعنى ذلك أنه لا يحل للمرأة أن تأذن لأحد من الأجانب أو الأقارب حتى النساء في دخول البيت، إلا بإذن زوجها أو العلم برضاه) [صورة البيت المسلم، عصام محمد الشريف، ص(141)].
الزوجة الحكيمة:
رُوي (أن شريحًا القاضي قابل الشعبي يومًا، فسأله الشعبي عن حاله في بيته، فقال له: من عشرين عامًا لم أرَ ما يغضبني من أهلي.
قال له: وكيف ذلك؟
قال شريح: من أول ليلة دخلت على امرأتي؛ رأيت فيها حسنًا فاتنًا وجمالًا نادرًا، قلتُ في نفسي: فلأتطهر وأصلي ركعتين شكرًا لله، فلما سلَّمتُ، وجدت زوجتي تصلي بصلاتي، وتسلم بسلامي.
فلما خلا البيت من الأصحاب والأصدقاء، قمت إليها، فمددت يدي نحوها، فقالت: على رسلك يا أبا أمية، كما أنت، ثم قالت: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي على محمد وآله، إني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك، فبيِّن لي ما تحب فآتيه، وما تكره فأتركه، وقالت: إنه كان في قومك من تتزوجه من نسائكم، وفي قومي من الرجال من هو كفء لي، ولكن إذا قضـى الله أمرًا كان مفعولًا، وقد ملكت فاصنع ما أمرك به الله، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولك.
قال شريح: فأحوجتني والله يا شعبي إلى الخطبة في ذلك الموضع، فقلت: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي على النبي وآله وبعد؛ فإنكِ قلتِ كلامًا إن ثَبُتِّ عليه يكن ذلك حظك، وإن تدَّعيه يكن حجة عليك، أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا، وما رأيتِ من حسنة فانشريها، وما رأيتِ من سيئة فاستريها.
فقالت: كيف محبتك لزيارة أهلي؟
قلتُ: ما أحب أن يملني أصهاري.
فقالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له، ومن تكره فأكره؟
قلتُ: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء.
قال شريح: فبتُّ معها بأنعم ليلة، وعشت معها حولًا لا أرى إلا ما أحب ... فمكثت معي عشرين عامًا لم أعقب عليها في شيء إلا مرة، وكنت لها ظالمًا) [أحكام النساء، ابن الجوزي، ص(134-135)].
لا للذوابان:
ولا تفهم الزوجة العاقلة أن الطاعة بهذه الصورة معناها ذوبان شخصيتها في شخصية زوجها، فنحن لا نقصد هذا بالمرة، فالطاعة الواعية التي نبحث عنها تختلف اختلافًا بينًا عن الذوبان الزوجي.
فالزوجة لو فعلت ذلك لكان هذا تدميرًا للشخصية وتحطيمًا للثقة بالنفس وإلغاء الآخر، ولو اتبعت المرأة مبدأ "الذوبان"؛ لما صار عندنا إنتاج متميز ومبدع في العلاقات الزوجية.
إن الذوبان الزوجي يؤدي إلى إلغاء الطرف الآخر وتهميشه، وهذا ضد الاحترام وهو منهي عنه، (فقد أوصانا الله تعالى بالتشاور وتبادل الآراء قبل اتخاذ القرار، وجعل المسئولية فردية، وأعطى للمسلم استقلالية في اتخاذ قراره وتحمل المسئولية عن تصـرفاته؛ قال تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الإسراء: 15].
والمتتبع لسيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم؛ يجد احترامه لشخصية أمهات المؤمنين وتقديرهن، بدءًا من خديجة رضي الله عنها وحتى آخر زوجاته، ولم نقرأ في السيرة بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصًا على خلاف ذلك، بل قرأنا العكس بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه صرَّح، وقال بأن الإسلام عندما جاء أعطى المرأة حقوقًا لم يكن يعرفها العرب؛ وأهمها أنه أعطاها الاستقلال الشخصي، وتحملها مسئولية قرارها حتى في زواجها) [مجلة الفرحة، العدد 75، ديسمبر 2002م].
ماذا بعد الكلام؟
ـ تقبلي أوامر وطلبات زوجك على الرحب والسعة، وتذكري أن ذلك يساهم في دعم جو السعادة بينك وبين زوجك، بل ويزيد من استقرار الأسرة، والله تبارك وتعالى يثيبك على ذلك أجمل الثواب.
ـ ما أجمل أن تجلسي مع زوجك كجلسة زوجة شريح مع زوجها، فتعرفي ماذا يحب زوجك وماذا يكره؟ ثم أقبلي على ما يحب زوجك، وراقبي الفرق في العلاقة ومدى الوئام الذي سيسود بإذن الله بينكما.
الثلاثاء أغسطس 27, 2013 10:10 am من طرف سوس
» طريقه وضع توقيع فلاش
الجمعة يوليو 05, 2013 11:57 am من طرف fidou
» صيام ثلاثة أيام= صيام السنة كلها
الجمعة يوليو 05, 2013 10:56 am من طرف fidou
» ولا ذبابة.. !
الجمعة يوليو 05, 2013 10:52 am من طرف fidou
» يستحق الحب .. إنه نبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم
الجمعة يوليو 05, 2013 10:51 am من طرف fidou
» محفظ ٌ قرآن معتمد أونلاين
الجمعة يوليو 05, 2013 10:47 am من طرف fidou
» فضائل شهر رمضان
الجمعة يوليو 05, 2013 10:26 am من طرف fidou
» هل تريد النصر؟
الإثنين سبتمبر 10, 2012 8:40 pm من طرف أم محمود
» إجازة معتمده فى القراءات العشر عبر النت
الجمعة يونيو 29, 2012 12:03 am من طرف إجازه معتمده اونلاين
» اسرع إجازة عبر الإنترنت فى شهر متصلة السند بالرسول
الخميس يونيو 28, 2012 11:40 pm من طرف إجازه معتمده اونلاين
» منتديات دروبي عالمي الأسلأمي الدعوية اريد ان ادعوكم للمنتدايhttp://rfiaaildilrarb.7olm.org/
الإثنين يونيو 25, 2012 3:29 am من طرف ناصر السنة
» .~* وَسَقَطَت وَرِقه مَن شَجَرَة الْعُمُر *~.
الثلاثاء يونيو 19, 2012 10:09 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» !الأب مشغول..والأم فى الأسواق!
الثلاثاء يونيو 19, 2012 9:53 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» ...حب دينك سبب ثباتك عليه...
الثلاثاء يونيو 19, 2012 9:28 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» حاسـوبي الأفضـل بين الحواسيب
الثلاثاء يونيو 19, 2012 9:03 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» ! رساله الى أصحاب الوجوه العابسه !
الثلاثاء يونيو 19, 2012 8:52 pm من طرف •°حہيآئيٌ آآيہُمانيً°•
» صيام الأيام البيض لشهر رجب 1433
الجمعة يونيو 01, 2012 3:16 pm من طرف انور ابو البصل
» صيام الأيام البيض لشهر جمادى الاخرة 1433
الخميس مايو 03, 2012 3:49 am من طرف انور ابو البصل
» صيام الأيام البيض لهذا الشهر ربيع الثاني 1433
الإثنين مارس 05, 2012 3:20 pm من طرف انور ابو البصل
» صيام الأيام البيض لشهر ربيع الأول 1433
السبت فبراير 04, 2012 2:16 pm من طرف انور ابو البصل
» حلول قساوة القلوب
السبت يناير 28, 2012 1:29 pm من طرف انور ابو البصل
» لمن يريد دعوة شخص أجنبي للإسلام
السبت يناير 28, 2012 1:56 am من طرف الكعبة روحى
» علاج السرحان في الصلاة
السبت يناير 14, 2012 7:08 pm من طرف wegdan
» اسماء وصفات الله عز وجل
الخميس يناير 12, 2012 3:30 pm من طرف ا.عمرو
» اجعل الله همك يكفك ما اهمك
الخميس يناير 12, 2012 1:49 pm من طرف wegdan
» روائع الكلام
الخميس يناير 12, 2012 12:18 am من طرف ا.عمرو
» العبرة بالنهاية
الأربعاء يناير 11, 2012 7:06 pm من طرف ابومحمودعماد محمود
» مخطط جورج سوروس الذي يدافع عنه البرادعي لاختطاف الثورة المصرية
السبت يناير 07, 2012 9:27 am من طرف ا.عمرو